Page 191 - b
P. 191

‫كما تظهر في التوراة‪ ،‬هي (حديقة عدن) التي خلقها (يهوه) لكي‬
‫يضع آدم فيها بعد خلقه‪ ،‬وظل فيها وحي ًدا إلى أن استشعر الوحدة‪،‬‬
‫فأنامه الله‪ ،‬أي غيبه عن الوعي‪ ،‬واقتطع جز ًءا من جنبه وخلق منه‬
‫حواء لتكون زوجته ورفيقته‪ ،‬ثم ملأ مكان الجزء المقتطع لح ًما‪ ،‬ثم‬
‫رأينا كيف أكل من الشجرة المحرمة ‪-‬شجرة معرفة الخير والشر‪-‬‬
‫حتى حكم عليه (يهوه) بالخروج من الجنة‪ ،‬أو الحديقة‪ ،‬دون ذكر أن‬

                  ‫نفس الجنة ستكون مكفأة للمؤمنين المخلصين‪.‬‬
‫ثم رأينا أن (الجنة) في العقيدة المسيحية هي (ملكوت السماء)‬
‫أو (ملكوت الرب)‪ַ « ،‬מ ְלכּות ַה ָ ּׁש ַמ ִים” بالعبرية و‪Βασιλεί�α τῶν‬‬
‫‪ οὐρανῶν‬بالكوينية اليونانية‪ ،‬وبدأ الحديث عن أنها مكافأة‬
‫المتدينين المخلصين بعد الموت‪ ،‬وأن بها درجات على حسب درجة‬

                                    ‫الإخلاص والعطاء في الدنيا‪.‬‬
‫لكن ذكر الجنة في الإسلام‪ ،‬كما يظهر في القرآن الكريم والأحاديث‬
‫النبوية والأحاديث القدسية والسرديات الإسلامية الأخرى‪ ،‬سيكون‬
‫أكثر تفصي ًل ووضو ًحا‪ .‬فالجنة هي مكان جميل وهادئ ورائع‪،‬‬
‫وواسع ج ًّدا‪ ،‬فيه من كل الخيرات فوق ما يتخيل البشر‪ ،‬وقد أُعدت‬
‫كمكافأة للصالحين بعد الموت‪ ،‬ففي حديث صحيح رواه البخاري‬
‫(الصفحة أو الرقم‪ ،)4779 :‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال عليه الصلاة‬
‫والسلام فيما يرويه عن ربه عز وجل‪« :‬قال الله‪ :‬أعددت لعبادي‬
‫الصالحين ما لا عين رأت‪ ،‬ولا أذن سمعت‪ ،‬ولا خطر على قلب بشر»‪.‬‬

      ‫وقد وردت كلمة (الجنة) ‪ 146‬مرة في القرآن بعدة صور‪:‬‬
‫بصيغة المفرد (‪ 78‬مرة)‪ :‬الجنة ‪ ،56‬جنة ‪ ،18‬جنتي ‪ ،1‬جنتك ‪،2‬‬

                                                      ‫جنته ‪.1‬‬
      ‫بصيغة المثنى (‪ 7‬مرات)‪ :‬جنتان ‪ ،3‬جنتين ‪ ،2‬الجنتين ‪.2‬‬

               ‫بصيغة الجمع (‪ 63‬مرة)‪ :‬جنات ‪ ،62‬الجنات ‪.1‬‬
‫و(الجنة) تشير أحيا ًنا إلى المكان الذي ُخلق فيه آدم وحواء‪ ،‬كقوله‬

                             ‫‪191‬‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196