Page 200 - b
P. 200

‫وهو بالضبط ما يصبو إليه سكان الصحراء‪ ،‬وإلا فإن هذه الأشياء‬
‫موجودة بشكل اعتيادي في مناطق أخرى‪ ،‬فثمة قرى ومدن غنية‬
‫فيها الأشجار والثمار والنساء الجميلات‪ ،‬ومن يوعد منهم بمثل تلك‬

       ‫الأشياء لن يتحمس للإيمان لأنه لا يضيف له شيئًا ينقصه‪.‬‬
‫ومن المهم أن نأتي من القرآن ببعض أوصاف الجنة‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬
‫«لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين‬
‫فيها نز ًل من عند الله وما عند الله خير للأبرار» (آل عمران‪،)198 :‬‬
‫«وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون‪،‬‬
‫ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون» (يس‪،)35 ،34 :‬‬
‫«مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار‬
‫من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من‬
‫عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم» (محمد‪:‬‬
‫‪ ..)15‬كما ثار جدال كثير عما ورد بالقرآن بشأن «الولدان المخلدون»‬
‫في الجنة‪« :‬يطوف عليهم ولدان مخلدون‪ ،‬بأكواب وأباريق وكأس‬
‫من معين» (الرحمن‪« ،)18 ،17 :‬ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا‬
‫رأيتهم حسبتهم لؤل ًؤا منثو ًرا” (الإنسان‪ ،)19 :‬وما إذا كانوا مادة‬
‫للمتعة الجنسية أي ًضا‪ ،‬إذ لماذا ولدان صغار؟ ولماذا كاللؤلؤ المنثور؟‬
‫وهل لهذا الوصف علاقة بوصف حور العين بـ”اللؤلؤ المكنون”؟‬

  ‫ولا يغيب عنَّا بعض ما يثار عن مجامعة الأولاد في بعض المناطق‪.‬‬
‫ال ُّش َّراح المسلمون ينفون فكرة ممارسة الجنس مع الولدان في‬
‫الجنة‪ ،‬فيقول الدكتور عصام الروبي‪ ،‬أحد علماء الأزهر الشريف‬
‫لموقع مصراوي‪« :‬ولعل الحكمة في أن الله خلقهم على تلك الصورة‬
‫أنهم في سنهم هذه يكونون أخف في الخدمة وأسرع في الاستجابة؛‬
‫تلبية لمخدوميهم وإرضاء لهم»(‪ ،)12‬وهذه الإجابة تخلق مشكلة أخرى‪:‬‬
‫هل الرجال حديثو السن‪ ،‬أو الشباب‪ ،‬أقل في القدرة على الحركة‬
‫والخدمة من الولدان؟ وهل مفهوم الولدان والشباب في الجنة هو‬

                            ‫‪200‬‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205