Page 33 - b
P. 33
العظيم أي شرح للحالة الأولية قبل الانفجار العظيم ،بل تحاول
تفسير نشأة وتطور الكون منذ تلك اللحظة الأولى بعد الانفجار.
قدم الكاهن الكاثوليكي والعالم البلجيكي جورج لومتر الفرضية
التي أصبحت لاح ًقا نظرية الانفجار العظيم عام .1927ومع مرور
الوقت ،انطلق العلماء من فكرته الأولى حول تمدد الكون لتتبع ما
الذي أدى إلى تكون الكون الحالي .اعتمد الإطار العام لنموذج الانفجار
العظيم على نظرية النسبية العامة لأينشتاين ،وعلى تبسيط فرضيات
كتجانس النظام وتوحد خواص الفضاء .وقد صاغ ألكسندر فريدمان
المعادلات الرئيسية للنظرية ،وأضاف فيليم دي سيتر صي ًغا بديلة
لها .وفي عام ،1929اكتشف إدوين هابل Edwin Powell Hubble
أن المسافات إلى المجرات البعيدة مرتبطة بقوة بانزياحها الأحمر.
استنتج من ملاحظة هابل أن جميع المجرات والعناقيد البعيدة لها
سرعة ظاهرية تختلف عن فكرتنا بأنها كلما بعدت ،زادت سرعتها
الظاهرية ،بغض النظر عن الاتجاه.
بالطبع هناك نظريات أخرى حاول علماء الفيزياء من خلالها
(توقع) الطريقة التي تشكل بها الكون ،ونظريات أخرى تتحدث عن
نشوء الإنسان وارتقائه وتطوره ،بعي ًدا عن السردية الدينية التي
تتحدث عن خلق ذكر وأنثى من طين ،آدم وحواء ،ثم دفعهما إلى
(الخطيئة) بأن يأكلا من الشجرة المحرمة ،بالتوازي مع عصيان
(إبليس) ورفضه السجود لآدم ،ثم الحكم بأن ينزلوا ثلاثتهم إلى
الأرض لكي تكون الحياة صرا ًعا طوي ًل ج ًّدا بين الخير والشر ،بين
طاعة الله والانصياع لإغواءات الشيطان ،ثم يكون الموت والثواب
والعقاب ..إلخ .هذه السردية البسيطة التي تنافس بساطة سردية
خلق الكون على تعقيده وأبديته (السموات والأراضين السبع وعرش
الماء)!
من الممكن أن تجد من يقول إن الفرضيات العلمية ناقصة ولا
33