Page 37 - b
P. 37
الفصل الثالث
قصة خلق آدم..
بين ال َك َمال في اللاهوت والتط ُّور في العلم!
نقرأ فيما ُكتِب عن قصة خلق آدم وحواء إشارة إلى أن الله قبل
الخلق كان مق ِّد ًرا لهما الحياة على الأرض ،لا في الجنة« :وإذ قال ربك
للملائكة إني جاع ٌل في الأرض خليف ًة ،قالوا أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك» (البقرة،)30 :
وهذا يعني ثلاثة أشياء :أن قصة العصيان كانت مقدرة قبل خلقهما،
وبالتالي لا نعرف -كمتلقين -لماذا اختار الله هذا السيناريو دون
غيره .الثاني أن الملائكة (والجان) كانوا يعرفون أن وجودهما مجرد
وقت ،وبالتالي فلا مبرر للخوف من آدم كما ورد في الأحاديث .وأن
آدم رأى الله وتحدث معه ،وكان يمكن أن ينقل ما رأى لذريته!
حسب السردية الإسلامية ،في القرآن والسنة ،فإن الله عندما
انتهى من خلق الأراضين السبع والسموات السبع ،خلق آدم كأول
بشري في التاريخ ،وخلق منه حواء ،ومنهما ( ُولد) البشر جمي ًعا:
«يا أ ُّيها النَّاس ا َّتقوا ر َّبكم الذي خلقكم من نف ٍس واحد ٍة وخلق منها
زوجها وب َّث منهما رجا ًل كثي ًرا ونسا ًء وا َّتقوا الله الذي تساءلون به
والأرحام إ َّن الله كان عليكم رقيبًا» (النساء“ ،)1 :وهو الذي أنشأكم
من نف ٍس واحد ٍة فمستق ٌّر ومستود ٌع قد ف َّصلنا الآيات لقو ٍم يفقهون»
(الأنعام« ،)98 :خلقكم من نف ٍس واحد ٍة ث َّم جعل منها زوجها» (الزمر:
.)3لذلك فإن آدم -حسب تلك السردية« -أبو البشر» ،والأحاديث
المنسوبة إلى النبي محمد (ص) تف ِّصل كيفية خلق آدم ،ثم خلق حواء
منه ،كما سأبين في هذا الفصل.
النقطة الثانية :أن الله خلق آدم من تراب ،أو من طين أو صلصال،
37