Page 40 - b
P. 40
قالا ،ح َّد َث َنا عو ٌف ،قال ح َّد َث َنا َق َسا َمة بن زهي ٍر ،قال ح َّد َث َنا أبو موسى
الأشعر ُّي ،قال ،قال رسو ُل الله (ص) إ َّن الله خل َق آد َم من قبض ٍة
قبض َها من جمي ِع الأر ِض فجا َء بنو آدم على قدر الأر ِض ،جاء من ُه ُم
الأحم ُر والأبي ُض والأسو ُد وبي َن ذل َك وال َّسه ُل وال َح ْز ُن والخبي ُث
وال َّطيِّ ُب». زاد في حديث يح َيى(وب ْي َن ذل َك) .والإخ َبا ُر في ح ِدي ِث
ي ِزي َد»( .صححه الألباني) .وقد روي في أكثر من مصدر بنفس
الألفاظ ،لا أود أن أكرر لأن هذا ليس الهدف ،بل إن بعض الروايات
تقول إن الله أرسل (جبريل) ليأتي له بالتراب (كأنها بعيدة عن الله)
فاستعاذت الأرض بالله منه ،فعاد ولم يقبض القبضة ،فأرسل غيره
وغيره ،حتى أرسل إسرافيل -ملك الموت -فلما استعاذت الأرض
منه صمم على إنفاذ أمر الله.
وإذا كان ثمة سؤال يطرح عن مفهوم «العدالة الإلهية» بين بني
آدم في خلق بشر ملونين ومختلفي الأشكال ،فإن السؤال الأهم -في
موضوع العدالة -هو ما يخص خلق أناس ناقصين ،أو ما نقول إنهم
مع َّوقون أصحاب همم ،فقد عرضت الأحاديث هذا السؤال وإجابته،
ففي كتاب (الدر المنثور في التفسير بالماثور) لجلال الدين السيوطي،
مجلد ،3ص 602 -601جاء« :وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده وأبو
الشيخ في العظمة وابن عساكر عن أبي هريرة عن رسول الله (ص)
قال )...( :ثم اختلس كل نسمة من بني آدم بنوره في وجهه ]يقصد
حين جمع ذرية آدام كلها أمامه[ وجعل فيه البلوى الذي كتب أنه
يبتليه بها في الدنيا من الأسقام ،ثم عرضهم على آدم فقال :يا آدم
هؤلاء ذريتك ،وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام،
فقال آدم :يا رب؛ لم فعل َت هذا بذريتي؟ قال« :كي تشكر نعمتي».
فحسب الحديث فقد خلق الله أناس ناقصين ومرضى كي يشكر
الأصحاء نعمته ،طب ًعا دون أن نفهم ما ذنب هؤلاء ليعانوا لمجرد
أن يشعر الآخرون بنعمة الصحة ،والأمر طب ًعا لا يتوقف على فقد
40