Page 30 - b
P. 30

‫بن الصباح‪،‬‏قالا‪ :‬حدثنا‏‏يزيد بن هارون‪،‬‏أنبأنا‏‏حماد بن سلمة‏عن‏‬
‫‏يعلى بن عطا ٍ‏ء‏عن‏‏وكيع بن حد ٍس‏عن ‏عمه ‏أبي رزي ٍن‪ ،‬‏قال‪ :‬‏قلت يا‬
‫رسول الله‪:‬‏أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال‪ :‬كان في عما ٍء‏ما‬
‫تحته هوا ٌء وما فوقه هوا ٌء وما ثم خلق عرشه على الماء” (وأخرجه‬
‫الترمذي (‪ )٣٣٦٨‬من طريق يزيد بن هارون‪ ،‬بهذا الإسناد‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫حديث حسن‪ .‬وفي مسند أحمد (‪ ،)١٦١٨٨‬وصحيح ابن حبان‬
‫(‪ ،)٦١٤١‬وانظر تعليق ابن حبان على قوله‪“ :‬كان في عماء”‪ .‬العماء‪:‬‬

                     ‫السحاب الأبيض‪ ،‬هكذا هو في كلام العرب)‪.‬‬
‫وبصرف النظر عن العمومية والتبسيط المخل في القول إن‬
‫“عرشه كان على الماء”‪ ،‬حيث لم يقل أي ماء (وإن كان العهد القديم‬
‫قال في سفر الخروج إن الماء تحت الأرض!)‪ ،‬ولا ماذا كان يصنع‬
‫عليه‪ ،‬أو كيف كان في عماء؟ أي في سحابة! ما حجم هذه السحابة‬
‫وأين توجد‪ ..‬إلخ الأسئلة المنطقية التي يبدو أنها كانت مطروحة في‬
‫زمن النبي وليس في زمننا هذا فقط كما ورد في الأحاديث التي نقل ُتها‬
‫من أمهات الكتب‪ ،‬والتي يقدسها المسلمون ويعتقدون في صحتها‬
‫المطلقة‪ ،‬لدرجة أن فري ًقا منهم يقولون إن الأحاديث تنسخ القرآن‬

                                     ‫نفسه بحسب وقت النزول!‬
‫أقول‪ :‬بصرف النظر عن ذلك فإن كلام النبي الذي ورد في الحديث‬
‫عند ابن كثير يحدد (بدقة) أن فوق الأرض ثمة سبعة سموات‪ ،‬بين‬
‫كل منها ‪ 500‬سنة‪ ،‬وتحتها ستة أراضين –وهي السابعة‪ -‬بين كل‬
‫منها ‪ 500‬سنة أي ًضا‪ ،‬وأظنه يقيس المسافة بسير الإبل‪ ،‬لأنهم لم‬
‫يكونوا يعرفون غيرها في هذا الزمن‪( ،‬لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض‬
‫السفلى لهبط على الله)! فكيف يمكن أن نقول عن هذا الآن بعد أن‬
‫“نشرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أعمق صورة للكون على‬
‫الإطلاق يت ُّم التقاطها بالأشعة تحت الحمراء‪ ،‬ظهرت فيها بعدسة‬
‫التلسكوب الفضائي جيمس ويب آلاف المج َّرات التي تش َّكلت ُبعيد‬

                            ‫‪30‬‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35