Page 26 - b
P. 26
يتحدث بها يسوع المسيح .أما في الإنجيل العربي فيشار إلى (الخالق)
بالعديد من الأسماء الأخرى مثل “الله” و”الرب” و”القدير” و”الحي
الذي لا يموت” و”الرحمن” .هذا يعني –حسب فهمي -أن لفظ (الله)
لم يكن معرو ًفا بين المتدينين اليهود والمسيحيين الذين كانوا يتكلمون
الآرامية والعبرية واليونانية ،وبالتالي لم يكن موجو ًدا قبلهم ،وإنما
لفظه العرب –فقط -بهذا اللفظ ،ربما ح َّرفوه من “ألوهيم” –أقول
ربما لأن أح ًدا لا يمكن أن يجزم بشيء ،-والتحريف وارد لأن
اليهودية والمسيحية نزلتا في مصر والشام ،والعرب كانوا يسكنون
في اليمن وجنوب الجزيرة العربية .وهنا يثور سؤال منطقي :إذا
كانت الديانات الإبراهيمية الثلاث مرسلة من رب واحد ،فلماذا غيَّر
اسمه في الكتب؟
أين كان الله؟
ليس بالقرآن الكريم آية صريحة تخبر عن الله قبل أن يخلق
السموات والأرض ،أين كان؟ وماذا كان يفعل؟ لكن ثمة آية يتحدث
ا َلوا َكاخ َتن َصعا ْر ُشص ُهه َع َيل“ا َْوَلا ُهِء َولِاَيلَّْبلُِذ َويُك ْم َخ َأَل ُّيَقُك ْامل َأ َّسْحَماَ َسواُن ِت َع ََمواً ْل َل”ْر (َهضو ِدف:
أهل عنها
َأ َّيا ٍم ِستَّ ِة
،)7والمهم والجديد فيها أنه “ َكا َن َع ْر ُش ُه َع َل ا ْ َلا ِء” ،فالآية لا توضح
إن كان عرش الله على الماء قبل خلق السماوات والأرض ،أم بعدها،
ِف ِستَّ ِة َأ َّيا ٍم َوا ْ َل ْر َض َر َّب ُك ُم ال َّ ُل الَّ ِذي َخ َل َق ال َّس َما َوا ِت
هو معروف وثم كما َع َل ا ْل َع ْر ِش” (الأعراف” ،)54 لأنه قال“ :إِ َّن
( ُث َّم) ا ْس َت َوى
تفيد التعاقب ،أي أنه خلقهما أو ًل (ثم) بعد ذلك استوى على العرش،
وعرشه على الماء.
لكن في تفسير الطبري ( )246 /15تأكيد على أن الله كان عرشه
على الماء قبل خلق السموات والأرض ،فيقول“ )17978( :حدثنا بشر
قال ،حدثنا يزيد قال ،حدثنا سعيد ،عن قتادة“ :وكان عرشه على
26