Page 25 - b
P. 25
الإشارة إلى جدارة الشمس بالربوبية من وجهة نظر إبراهيم بسبب
أنها (أكبر) ،وهذا يقود إلى الروايات التي كانت تقول إن العرب قبل
الإسلام كانوا يباهون بعضهم بأن إلههم (أكبر) حج ًما من الآلهة
الأخرى ،وأن ذلك –حسب الروايات نفسها -جعل المسلمين يؤكدون
في الأذان أن (“الله” أكبر) ،أي أنه أكبر من كل الآلهة السابقة التي
يباهي العرب بعضهم بها.
لكن الإشارة اللافتة في الآيات ما قاله إبراهيم في الآية ()80
«أتحاجوني في (الله) وقد هدان» ،هنا ستجد أن إبراهيم الذي كان
تائ ًها منذ قليل يطلق على (الإله) الذي يبحث عنه اسم (الله) ،دون
سابق إشارة إلى معرفة (الله) بين قومه ،ودون أن يلفت ذلك نظر
قارئ القرآن والمستمع إليه ،لأنه يتلقاه من منطقة الإيمان بوجود
(الله) أص ًل .فمن أين جاء بهذا الاسم؟ دعني أعود للوراء وأرى.
في إنجيل يوحنا الباباوي (يوحنا ُ )1:1ذ ِكر اسم (الخالق ،الإله)
باللغة الأصلية اليونانية ،حيث قالΕν αρχή� ην ο λό� γος, και« :
.”ο λό� γος ην προς τον Θεό� ν, και Θεό� ς ην ο λό� γος
“ ِف ا ْل َب ْد ِء َكا َن ا ْل َكلِ َم ُةَ ،وا ْل َكلِ َم ُة َكا َن إلى اللغة العربية هي: وترجمته
أن اللفظ اليوناني لاسم الخالق هو َو َكا َن ا ْل َكلِ َم ُة الل َه” ،أي ِع ْن َد اللهِ،
( ،)Θεό� ςوبالحروف اللاتينية ( ،)Theosأي زيوس ،وحين نقل إلى
اللغة العربية ترجم إلى لفظ (الله) كما يسمي العرب (الخالق) مع أن
الأسماء لا تترجم كما نعرف! وفي التوراة (ּ ְ “ :Genesis 1:1ב ֵרא ִ֖שׁית
ָבּ ָ ֣רא ֱאֹל ִ ֑הים ֵ ֥את ַה ָ ׁשּ ַ ֖מ ִים ְו ֵ ֥את ָה ָֽא ֶרץ”) ،بالإنجليزية “When God
،”began to create heaven and earthأو“ :في البدء خلق الله
السموات والأرض” ،وكلمة )אלוהים) تنطق في العبرية (ألوهيم)،
وتم ترجمتها إلى Godبالإنجليزية ،وإلى (الله) في العربية ،بخلاف
نطقها الأصلي .وفي اليهودية يستخدم أي ًضا اسم “יהוה” أو «يهوه»،
وفي المسيحية هو «الآب» أو « ”Abbaباللغة الآرامية ،والتي كان
25