Page 27 - b
P. 27
الماء” ،ينبئكم ربكم تبارك وتعالى كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق
السموات والأرض” .وهو تفسير وجيه أي ًضا ،فالله كان يجلس على
عرشه على الماء( ،ثم) خلق السموات والأرض( ،ثم) عاد إلى عرشه
مرة أخرى ،على الرغم من أن (الله) كلي القدرة الذي يقول للشيء
كن فيكون لا يحتاج –منطقيًّا -إلى الانتقال من مكان إلى مكان ،أو
من وضعية إلى أخرى! لذلك –أي ًضا -لا تعرف :لماذا احتاج ستة أيام
وقدرته الكلية تجعل الكون يتشكل في جزء من اللحظة.
وهناك آية ثانية ،هي« :هو الأ َّو ُل والآخ ُر وال َّظاه ُر والباط ُن وه َو
بك ِّل شي ٍء عليم» (الحديد ،)3 :وأورد ابن كثير في تفسيرها رواية
عن أبي هريرة» قال« :بينما رسول الله (ص) جالس وأصحابه،
إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله :هل تدرون ما هذا؟ قالوا :الله
ورسوله أعلم (كأنهم لم يروا س ُحبًا من قبل!!) .قال :هذا العنان،
هذه روايا الأرض تسوقه إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه .ثم قال:
هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم ،قال :فإنها الرقيع،
سقف محفوظ ،وموج مكفوف .ثم قال :هل تدرون كم بينكم وبينها؟
قالوا :الله ورسوله أعلم ،قال :بينكم وبينها خمسمائة سنة .ثم قال:
هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا :الله ورسوله أعلم ،قال :فإن فوق
ذلك سماء ُبعد ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة -حتى عد سبع
سماوات -ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض .ثم قال:
هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا :الله ورسوله أعلم .قال :فإن فوق
ذلك العرش ،وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين .ثم قال :هل
تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا :الله ورسوله أعلم .قال :فإنها الأرض.
ثم قال :هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا :الله ورسوله أعلم.
قال :فإن تحتها أر ًضا أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة -حتى
عد سبع أرضين -بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة .ثم قال:
والذي نفس محمد بيده ،لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط
27