Page 182 - m
P. 182

‫العـدد ‪57‬‬                            ‫‪180‬‬

                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬                                         ‫بيضاء‬
                                                                              ‫أنا المُ َت َع ِّري‬
      ‫لربما رائحتها تجعل‬            ‫عني غبار هذا السوط‬                       ‫من الملابس‬
      ‫هذه الغربة الضجرة‬        ‫كم يعشق هذا السوط ألمي!‬                       ‫من الرغبات‬
      ‫رائحة العرق وال َد َرن‬                                           ‫في حجرة انفرادية‬
                                      ‫في الأثر الذي تركه‬      ‫في ذاتي أنا ضيف غير مدع ٍّو‬
         ‫هذا المحيا الكئيب‬              ‫حدها في جسدي‬                         ‫ماذا فعل ُت؟‬
                ‫إلى عطر‬                                         ‫حتى تجعل السياط السود‬
                ‫إلى نسيم‬            ‫والألحان التي تعزف‬              ‫أنياب الأفواه الشرهة‬
                                       ‫تتفتح فيها الورود‬                   ‫يومي المشرق‬
  ‫وتجعله زوبعة وعاصفة‬                                                      ‫رما ًدا و بؤ ًسا‬
       ‫تنتعش بها أنفاسي‬              ‫بشاعتها تصبح نه ًرا‬               ‫كنت عاش ًقا لتراب‬
                ‫وأحشائي‬               ‫تتدفق منها اللعنات‬               ‫كان عندي مزرعة‬
                                  ‫تجعل مني جثة متعفنة‬                ‫كنت أريد أن أزرعها‬
       ‫(‪)8‬‬                                                                ‫كان عندي حلم‬
                                     ‫(‪)7‬‬                           ‫كنت أريد الوصول إليه‬
      ‫سأطفئ هذا المصباح‬                                           ‫كنت أريد أن أنصب علم‬
   ‫لكن لا يدي ولا أسناني‬             ‫أريد نو ًرا بملء يد َّي‬                ‫لكن أصابعي‬
                                    ‫أريد حفنة ماء وهواء‬                  ‫بالسوط أُب ِص َمت‬
                    ‫تطاله‬             ‫يارد ًة من اللعنات(‪)1‬‬         ‫المزرعة والحلم والعلم‬
        ‫لا أستطيع هشيمه‬                                                ‫أصبحوا حل ًما فقط‬
                                        ‫منًّا من اللعنات(‪)2‬‬             ‫ورؤوس الأحلام‬
                ‫ولا ع َّضه‬    ‫لتلسع الأٌمسيات الأحاسيس‬              ‫تتدحرج إلى الوديان‪..‬‬
    ‫لا أعرف أي رفيق عدو‬
   ‫هل من قلة السكينة هو‬             ‫حيث لا أعرف الوقت‬                 ‫(‪)6‬‬
                                 ‫تجعل ربطة الأحزان هذه‬
                   ‫فوقي‬                                          ‫أريد أن أثقب هذا الجدار‬
‫هو سوط ناع ٌم عليَّ‬                               ‫حزم ًة‬        ‫وأشبع صدري من الرياح‬
 ‫هو عديم الحياء‬                                   ‫رسال ًة‬
                                             ‫وتلقيها على‬                        ‫الشمالية‬
  ‫إلى حد إدانته‬                               ‫قدمي أمي‬           ‫لا أعرف إن كانت شجر ُة‬
      ‫لرغباتي‬
                                                                   ‫الحو ِر التي بباب دارنا‬
‫وأحاسيسي‬                                                                         ‫ُتسقى!‬
‫يؤرق نومي‬
                                                                         ‫أو أن دموع أمي‬
                                                                      ‫جعلتها جذ ًعا ياب ًسا‬
                                                                       ‫على رصيف جامد‬
                                                                 ‫أفكاري المتعفنة في زاوية‬

                                                                          ‫أصبحت هزيلة‬
                                                                   ‫ُمس َتل ٍق دون أحاسيس‬

                                                                           ‫لا أعرف متى‬
                                                                                ‫س ُين َفض‬
   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187