Page 197 - m
P. 197

‫‪195‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

‫هنري برجسون‬  ‫مارتن إسلن‬        ‫لويس عوض‬                      ‫مسرح العبث‪ .‬ومع أن إيسلن‬
                                                              ‫لا يبين لنا بصورة واضحة‬
      ‫جاري ضئي ًل‪ ،‬لكن في‬       ‫الطفولية‪ ،‬والاستخدام الحر‬        ‫نقاط التلاقي بين مسرح‬
      ‫القرن العشرين حظي‬           ‫للغة والحبكة اللاعقلانية‪،‬‬     ‫جاري ومسرح العبث‪ ،‬إلا‬
     ‫بالاهتمام‪ ،‬فمن ناحية‪،‬‬         ‫والفحش البذيء‪ ،‬وتقديم‬      ‫أنه يرى أن "أوبو مل ًكا"‪ ،‬قد‬
   ‫تأثرت الحركات الطليعية‬              ‫الشخصيات كرسوم‬           ‫عالجت بعض الموضوعات‬
    ‫مثل التكعيبية والدادائية‬                                  ‫أو التيمات الهامة في مسرح‬
     ‫والتعبيرية والمستقبلية‬    ‫كاريكاتورية بد ًل من الرجال‪،‬‬        ‫العبث‪ ،‬وبالذات النظرة‬
  ‫والسريالية ومسرح العبث‬       ‫وطرق التدريج غير التقليدية‪،‬‬       ‫التشاؤمية للإنسانية‪ ،‬إن‬
‫بشكل كبير بالمسرحية‪ .‬ومن‬        ‫فض ًل عن العنف غير المبرر‪،‬‬    ‫"أوبو‪ ،‬تصوير كاريكاتوري‬
  ‫ناحية أخرى‪ ،‬نظ ًرا لظهور‬                                    ‫قبيح لبرجوازي أناني‪ ،‬غبي‬
 ‫الديكتاتوريين‪ ،‬مثل فرانكو‬           ‫كانت عناصر مصممة‬           ‫كما يراه طالب في الثانوي‬
‫وستالين وهتلر وموسوليني‬            ‫لإحداث صدمة في الوقت‬        ‫بعينين قاسيتين ولكن هذه‬
                                   ‫الذي كانت فيه المسرحية‬
         ‫والعديد من القادة‬                                   ‫الشخصية الرابيلية بشراهتها‬
    ‫الشيوعيين‪ ،‬أصبح الملك‬             ‫قدمت رغبة المؤلف في‬        ‫ونهمها وجبنها هي أكثر‬
   ‫أوبو بمثابة رمز سياسي‬         ‫استفزاز جمهور برجوازي‬           ‫من مجرد نقد اجتماعي‪:‬‬

               ‫تخريبي(‪.)21‬‬           ‫يدير ظهره للقيم الفنية‬    ‫إنها صورة مخيفة للطبيعة‬
      ‫وربما كان يونسکو‬         ‫والثقافية للماضي والحاضر‪،‬‬         ‫الحيوانية عند الإنسان"‪.‬‬
  ‫بوصفه عض ًوا من أعضاء‬                                           ‫أما بينيديكت‪ ،‬فقد جعل‬
                                      ‫وحقيقة أن المسرحية‬           ‫من جاري المبدع لنوع‬
         ‫الكلية الباتافيزيقية‬  ‫مستوحاة من مزحة مدرسية‬              ‫من المسرحيات ليس له‬
‫المؤسسين أكثر كاتب يتضح‬         ‫وليس من قناعة سياسية أو‬            ‫نظير سابق‪ ،‬وتبعه فيه‬
                               ‫اجتماعية تجعل "أوبو مل ًكا"‬       ‫كتاب الطليعة من داديين‬
    ‫في مسرحه تأثير الفريد‬                                          ‫وسيرياليين ويرى أن‬
                                      ‫أول مسرحية طليعية‪.‬‬             ‫أهمية مسرحية أوبو‬
                                     ‫وفي البداية‪ ،‬كان تأثير‬       ‫مل ًكا تكمن في أنها إعادة‬
                                                                 ‫لاكتشاف ثورى لقوانين‬

                                                               ‫المسرح‪ ،‬مع رفض الواقعية‬
                                                                 ‫والانطلاق نحو استغلال‬
                                                                 ‫كافة الامكانات المسرحية‬
                                                                 ‫ابتدا ًء من فن القراقوز أو‬
                                                                ‫المسرح الإنجليزي القديم‪.‬‬

                                                              ‫ويری الناقد أن تأثير جاري‬
                                                               ‫على مسرح الطليعة لم يكن‬
                                                                   ‫مباش ًرا وإنما جاء عبر‬
                                                                ‫مسرحية أبوللينير‪" ،‬ثديا‬
                                                                         ‫تيريزياس"(‪.)20‬‬
                                                                  ‫وترى جورجيا كونديلي‬
                                                               ‫وأثينا ستورنا أن السذاجة‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202