Page 193 - m
P. 193

‫‪191‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫الأسطورة من حلول خيالية‬
    ‫وضعها الإنسان البدائي‬
     ‫لما يحيط به من غموض‬
        ‫في الظواهر الطبيعية‬

  ‫واستعصائها على التفسير‪.‬‬
‫ج‪ -‬فنون العصر الوسيط‪:‬‬

     ‫وهي من المصادر الفنية‬
‫المباشرة للباتافيزيقا من أكثر‬

                 ‫من جانب‪:‬‬
      ‫أو ًل‪ :‬العرائس‪ :‬كانت‬
      ‫العرائس وسيلة جاري‬
    ‫للتعبير عن تلك السخرية‬
   ‫المريرة التي يشعر بها من‬
     ‫جراء وضع الإنسان في‬
    ‫الكون‪ ،‬إضافة إلى الطابع‬
       ‫المتفائل والمتسامح مع‬
    ‫الحياة الذي يطبع سلوك‬
‫الباتافيزيقي في نظرته للكون‪،‬‬
‫ذلك المرح الجياش الذي يطبع‬
   ‫سلوك المهرجين والممثلين‬
      ‫المرتجلين والقراقوزات‬
  ‫رغم وعيهم الشديد بمرارة‬

          ‫الوضع الإنساني‪.‬‬
      ‫إن حركة العروسة‪ ،‬أو‬
  ‫الحركة العرائسية للإنسان‬
  ‫مرتد ًيا قنا ًعا من شأنها أن‬
 ‫تنقلنا إلى عالم خيالي تحكمه‬
    ‫آلية خاصة مغايرة لآلية‬
 ‫حركتها اليومية‪ ،‬الأمر الذي‬
 ‫يدفع المتلقي إلى التعايش مع‬
‫هذا العالم السحري للحظات‪،‬‬
      ‫سرعان ما يفيق بعدها‬
   ‫على دهشة فطرية للتماثل‬
    ‫الذي يراه بين أفعال هذه‬
  ‫الشخصيات ولا وعيه‪ .‬فإذا‬
 ‫به يتأمل ذلك العالم العجيب‬
 ‫والمدهش ولكنه ‪-‬ومع زيادة‬
 ‫التعرية للاوعي‪ -‬سرعان ما‬
      ‫ينزعج لافتضاح أمره‪.‬‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198