Page 112 - m
P. 112
العـدد 58 110
أكتوبر ٢٠٢3
ُدنى غالي
(العراق /كوبنهاجن)
العيد يقع على عنوان
بالضرورة ما يف ِّسر المحتوى .ما إن دخل َت الشقة قد ته ُب َك رسال ٌة مجهولة خيا ًل لباقي عمرك .كن َت
حتى ألقي َت بكل ما بيدي َك مع المفتاح والن َّقال على قد اشتري َت علب َة سجائر َك عائ ًدا إلى البيت .تتح َّرش
الطاولة .استدر َت لتتناو َل قد ًحا ِمن على الرف ،كن َت
عط ًشا ،لا ،تتم َّهل ،لتغس َل يديك أو ًل ،ولكن ،لا هذا ورو ُد الليلك ب َك ،مستعين ًة بأغصانها في أيار عبر
ولا ذاك ،سرعان ما استدر َت وعد َت إليه .ما الذي الأسيجة .تثق ُل مثل ثمار في غص ٍن ،تعتر ُض خ َّط
عساه أن يكون! تحسستهَ ،ط ْر ٌد سي ِر َك اليومي للتس ّوق .تتل َّقف بع ًضا ِمن َشذاها
أنيث ،ضغط َت عليه بكلتا الهامس ،وهي كس ًرا للعادة تدي ُر حوارا ٍت صريح ًة
يديك ،ولم تملك بلحظة إلا
أن تشرع ِب َف ِّض ِه بحذر .لا جريئة مع َك تمت ُّد حتى أواخ َر حزيران.
تفت ُح باب العمارة ،ومن دون ِه َّمة صندو َق بري ِدك.
تعر ُف الكثير ُمسبَّ ًقا عن محتوى الصندوق الذي
سيذهب إلى سلَّة المهملات .تتمنى على الدوام لو
يضعون السلَّة تما ًما أدنى صفوف صناديق البريد
المثبَّتة في الجدار .ذلك تسهي ًل للتخلُّص منها ،أو
الفائض منها ،بد ًل من الصعود به إلى الشقة .ذكر ْت
ل َك جار ُتك في الطابق الثاني عن ُمل َص ٍق تضعه على
صندوق بريدك يعل ُن عن عدم رغبتك باستلام
الإعلانات .تشكرها .تنوي السؤال عن كيفية
الحصول على هذا الملصق .ولكن ليس الآن ،فقد
فاجأ َك الطر ُد الصغير الذي استق َّر ضاغ ًطا على كومة
الإعلانات التي حشت الصندوق .استل ْلته .تح َّسسته.
ناع ٌم إسفنجي .لم تستطع التكهن بمحتواه .قلب ُته .لم
يكن هناك عنوا ٌن لل ُمر ِسل على ظهر المظروف المب َّطن
الأبيض .وفي المصعد كن َت تفكر :ح ًّقا لا يحمل العنوان