Page 115 - m
P. 115
113 إبداع ومبدعون
القصة
بالمرارة وكأنه انطفأ فجأة.
استأذنها أن تجلس أكثر .لم يستطع إقناعها
بالتوسل حتى مسك يدها بقوة حينما قامت
لتمشي .حاولت أن ُتفلت يدها ،علا صوتها وهو ما
زال متمس ًكا بها.
اتجه ناحيتهما الجرسون مسر ًعا :شرفتونا..
لكنه لم ينظر له أو يسمعه ،ظل ممس ًكا بيدها
تدخل ،الجرسون بينما تعالى صراخها وهي تسبه
وتستنجد بنظراتها مستغيثة.
أفلت الجرسون يدها منه .ذهبت تجري مسرعة ،لم
تلتفت.
كان الجرسون يذكره بالحساب ويطيل في عد
النقود متعم ًدا ،بينما نظرات الشاب مثبتة ناحية
الباب.
خرج ملهو ًفا بينما هي غابت وسط الزحام.
تذكر إضافتها له على الفيسبوك ،ذهب لقائمة
البحث ،هو لم يعرف اسمها حتى .ولم تسأله عن
اسمه .فتح هاتفه ،لم يجد سوى بحثه الأخير عن
صفحة طبيبه النفسي .أين هي؟ ببساطة اختفت؟
هل هناك خل ٌل أصاب الفيسبوك؟
ظل يردد هذا السؤال بينما كان يمشي في اتجاه
منزله .مشى مسافة ساعة أو أكثر حتى وصل
منه ًكا جائ ًعا .استيقظت أمه على صوته في البيت
وهو يصرخ بالجوع ،رفعت الشبشب وألقته عليه
قائلة:
-يا فاشل لن أطبخ لك أب ًدا حتى تذهب إلى عملك،
أصدقاؤك يتصلون طوال الوقت يخبرونني بإهمالك
وعدم ذهابك .أين تقضي وقتك بالساعات؟
لم تعطه فرصة للرد وأكملت مستطردة :حتى في
الحلم فاشل ،لم تنجح في عمل شيء لنفسك .أنت
صورة مصغرة من أبيك .لكن أباك قمت بتطليقه
فماذا أفعل بك؟ دفعت أموا ًل كثيرة على علاجك ولا
جدوى! طبيب نفسي ،معالج نفسي ،مدرب تنمية
بشرية ..ليس لك علاج.
تذكر وجه أمه الأخير قبل أن يسكتها بالمخدة .أخذ
نف ًسا من سيجارته ،ابتسم ..دمعت عيناه وهو
يقول:
-ربما كان خل ًل أصاب الفيسبوك!