Page 143 - m
P. 143
نون النسوة 1 4 1
مريم أشرف طاهر
تحولات الرؤية الأنثوية في
شعر سناء مصطفى
قراءة في ديوان «تما ًما كما
أفعل الآن»
المناسب لصب تجربتها المكتومة المكفكفة عبر ()1
عصور مديدة ،لبث شجونها ونفث همومها وتحقيق
أتاحت قصيدة النثر الفرصة للمرأة كي تخوض
ذاتها في نوع يثير غيظ المجتمع الذكوري الرشيد،
فهي لم تعد مجرد صوت يترنم صاد ًحا بأقوال تجارب مغايرة من الكتابة عما كانت تنحصر فيه
الرجال ،مكر ًرا لنغماتهم ،مكر ًسا لمنظومة قيمهم، كتاباتها من قبل -خاصة الشعر منها-؛ وذلك لما
وإنما آن لها أن تسترد صوتها المبحوح وكلامها في قصيدة النثر من حرية أضفت على نصوصها
المتكسر ونبرتها الحميمة الصادقة»(.)1 المختلفة انفتا ًحا وخرو ًجا عن كل نمط سائد شك ًل
وفي هذا الإطار تعبر سناء مصطفى في ديوانها أو مضمو ًنا .وفي هذا السياق يوضح صلاح فضل
كيف أصبحت قصيدة النثر الملجأ الأنسب للكثير
«تما ًما كما أفعل الآن» عن مدى التحول الذي طرأ
على الرؤية الأنثوية اليوم ،وتبرز عبر قصائد من الكاتبات لعرض تجاربهن المختلفة ،فيقول:
«ومع أنه ليس من العدل أن نعتبر قصيدة النثر
الديوان هذه الرؤية من خلال الوقوف عند «الذات» «شك ًل نسائيًّا» في الكتابة الشعرية ،لأن مبدعيها
ومحاولة الاقتراب مما تتمثله هذه الذات في علاقتها الكبار كانوا رجا ًل في جميع اللغات ،إلا أن المرأة
بالعالم وما فيه من أشياء وأشخاص وأفكار أي ًضا. -خاصة العربية -يمكن أن تعثر فيها على الوعاء