Page 139 - m
P. 139
نون النسوة 1 3 7
التي جعلتها مرك ًزا لحياتها:
«تشكلوا جميعهم مخلو ًقا بديع المح َّيا
جلس على المتكأ الأخضر وقال :تعالي
مشيت نحوه خطوتين
فأكمل :كفي عن الغناء
ومد يده ليوصد الباب
تراجعت للخلف
وأنا أشم من جديد
رائحة البصل والجدران المنهكة
بالزيت المحترق
ثم..
قررت الغناء» ص.73 ،72
وهكذا ،فحين أضحت هي صاحبة القرار اختارت
أن تغني بد ًل من أن تبكي؛ إذ يعني البكاء بالنسبة
لها الركون إلى وضع الضحية ،الذي تنم قصائد
الديوان عن رفضها الدائم له ،وإن بدا مري ًحا
للكثيرات ممن لا يملكن شجاعة تحمل تبعات
الرحلة ،ويجدن في وضع الضحية ركنًا آمنًا
بالنسبة لهن .بينما تتبلور عبر الديوان منطقة
أمان وراحة مختلفة صنعتها المرأة لنفسها دون
الاستسلام لوضع الضحية ،واعتبرت اللحظة التي
أدركت فيها هذه المنطقة هي لحظة إدراكها الكامل
لمكانها من الحياة ومن العالم المحيط بها:
«في لحظة فارقة
قررت الصعود
تعلقت بين السماء والأرض
كنت أسمع وأرى
لكنني لا أقوى على الكلام
أشخاص كثيرون
وأصوات متداخلة» ص.43 ،42
وفي تلك اللحظة الفارقة التي تبوأت فيها موقعها
في منطقة وسطى بين عالمين لم تنفصل عن الحياة
الصاخبة المليئة بالمهمات والانتقادات ،بل أدركت
كيف تتعامل معها بد ًءا من وعودة إلى منطقة
سلامها الروحي:
«أمي تذمرت
«لو لم ترتدي هذا البنطال الضيق»
زوجي لم يوافقها الرأي:
«لا بأس بالبنطال