Page 136 - m
P. 136
العـدد 58 134
أكتوبر ٢٠٢3 د.غادة كمال سويلم
المفارقة وتأسيس
مركزية الهامش..
في ديوان «تما ًما كما أفعل الآن»
للشاعرة سناء مصطفى
يستهدفها الموت والإقصاء ،بد ًل من أن تسلم نفسها «سأتخيلها موسيقى
للموت ،أو تسلم روحها للأسر-يتشكل موقفها من رصاصاتكم التي تصوبونها نحوي
نفسها ومن المجتمع المحيط بها؛ إذ أبت أن تتقمص لذا لا تندهشوا إذا رأيتموني أرقص» ص.30
دور الضحية ،كما أنها عزفت عن الصراع؛ فلم يتشكل ديوان «تما ًما كما أفعل الآن» للشاعرة
تقابل رصا ًصا برصاص ،وإنما اختارت أن تحول
تدريجيًّا تلك المنطقة المقصاة إليها إلى موضع فاعلية سناء مصطفى عبر مفارقات متعددة المستويات
بد ًءا من المفارقة على المستوى اللغوي القريب،
وتمركز بالنسبة لها.
وقد شكلت القصائد وعيًا ضمنيًّا بأن الائتناس وصو ًل إلى مفارقة أعمق تؤسس للتمكين والمركزية
بظلمة المخبأ كان المرحلة الأولى في طريق مصاحبتها من موضع الهامش؛ وهو ما تجسده السطور
وتحويلها إلى نقطة نور: الشعرية السابقة في صورة من أجلى صوره؛ إذ
«سيكون على امرأة فض ًل عن الخيال الشعري المُ َفا ِرق الذي يحول
الرصاصات إلى نغمات تتراقص عليها امرأة