Page 138 - m
P. 138
العـدد 58 136
أكتوبر ٢٠٢3
وأوراق نعناع طازجة..
وضحكة
لا أعرف كيف وجدت لها سبي ًل للخروج
بين كل هذا الركام..
...
يدق جرس الحصة فأودعها للقاء جديد
بينما لا يبقى في يدي من الطبشور شيء»
ص.36 -34
فمن خلال السطور السابقة يتشكل معاد ٌل
معقودضتوالعكٌّايتبمةفامرعٌاقديًلمرركمززاًّيلاهبايمن اشلمروأيةه/م المشعاللممرةكبزم؛اإذ
تتعرض له من ضغوطات المحيطين ،وبين السبورة
المركزية في عملية التعليم وما ينالها من خدوش
بسبب الطباشير ،وتتشابه الاثنتان في قدرتهما على
التحمل والعطاء ،وفي إدراكهما أهمية اقتناص بعض
اللحظات الخاصة «ونغني م ًعا «باكتب اسمك يا
حبيبي ع رمل الطريق» ،وبعد البقاء لبعض الوقت
في هذه المنطقة الخاصة المريحة للقلب والروح؛
تنفض المعلمة يديها من الطباشير ويختفي من
المشهد ،وإن بقي أثره على هامش روحها التي لن
يستطيع أن ينال منها.
وتتأكد المفارقة حين يتغلب الغناء بشكل قهري
على البكاء عندما تثقل المرأة بالهزائم ،رغم ما هو
مألوف عن فطرية البكاء إلا أنها صورته بحاجة
لقرار:
«على رصيف المحطة
وقفت أغني
في الحقيقة لم أكن أقصد الغناء
ولكنني بعد هزائم متتالية
وخيبات كثيرة
قررت البكاء
ولأن القرارات لها أصحابها
وأنا لست منهم
وجدتني أغني» ص.70
وإن كان الغناء في هذه الحال غنا ًء قهر ًّيا ُم َفا ِر ًقا
لحقيقة مشاعرها ،فقد ازدادت المفارقة عم ًقا حين
قررت بنفسها الغناء عندما ملكت أن تتخذ القرار.
أنفت كعادتها من وضع الضحية وتشبثت بالغناء
بوصفه َم ْعل ًما أساسيًّا في منطقة سلامها الروحي