Page 116 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 116
الصادرات
الثلاثة م ًعا2. الهدف من الدراسة:
لقد كان سكان جنوب بلاد الرافدين يصدرون تهدف الدراسة إلى توضيح الدور الذي لعبته
منتوجات محلية متداولة في التجارة تشمل صادرات دلمون من السلع والبضائع على اختلاف
منتوجاتهم الزراعية والحيوانية الفائضة ،والفلزات أنواعها وأحجامها ،من خلال دراسة النصوص
القلوية والسلع المصنعة من المنتوجات أو من المسمارية التي تركها ت ّجار دونوا نشاطهم التجاري
المواد الخام المستوردة بالإضافة إلى الحاجات البحري كعقود استيراد لتلك البضائع ،كما كتبوا
الكمالية والأشياء التي تدل على الرفاهية والغنى، بالتفصيل أنواع تلك البضائع وقيمتها مما يدل
ويبدو أن كل هذه الصادرات كانت تتمتع بالجودة، على أهمية الوجود الحضاري لاقتصاد دلمون في
لذلك وجدت لها أسواق رائجة وقيم متكافئة مع التبادل التجاري خلال فترة ق ّلت فيها المعلومات
السلع والبضائع الخليجية لاسيما سلع وبضائع الموثقة والتي سوف نبينها بالاعتماد على قراءة
دلمون والتي عادة ما تعرف بقيمها الثمينة والنادرة،
وترجمة وتحليل عدد من النصوص المسمارية.
وبذلك تحقق نوع من التوازن. إشكالية الدراسة:
إن أهمية صادرات بلاد الرافدين لا تكمن في جودتها
فحسب بل بكمياتها ،خاصة المنتوجات الزراعية، ستحاول الدراسة طرح إشكالية معرفة أنواع
علما أن التنقيبات الأثرية التي تتعلق بالحفريات البضائع من المنتوجات الدلمونية المص ّدرة إلى
النباتية في الجزء الشرقي من المنطقة العربية بلاد الرافدين على اختلاف أنواع تلك المنتوجات،
كالكويت والبحرين والإمارات وعمان ،وقد أظهرت وستجيب الإشكالية على سؤال مهم مفاده :هل
دلائل على وجود علامات لزراعة بعض المحاصيل هناك بضائع مخصصة يتم تصديرها من دلمون
التي يعود تاريخ زراعتها إلى الألف الثالث قبل إلى بلاد الرافدين؟ وهل تلك البضائع من إنتاج
الميلاد 3،وهي المنتوجات الزراعية نفسها التي سكان دلمون أم أن الخليجيون قاموا بتصنيع أو
ذكرتها النصوص المسمارية كواردات لمنطقة إعادة تصدير بعض السلع الواردة إليهم من مناطق
الخليج .بيد أنه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن
كمية المحاصيل الزراعية الخليجية غير كافية لسد حضارية أخرى؟
النقص الحاصل لمنتوجاتها قيا ًسا بحاجة السكان، أن اغلب المعلومات التي سترد عن المواد أعلاه
فجرى تعويضها بما يماثلها من المنطقة الحيوية ستكون من خلال دراسة لأهم الصادرات الدلمونية
المجاورة في جنوب بلاد الرافدين عن طريق التجارة التي وردت إلى بلاد الرافدين وذكرتها النصوص
المائية ،أو لما تتمتع به منتجات المنطقة من جودة المسمارية بكل دقة خاصة فيما يتعلق منها
ونوعية حسنة كما ذكرنا ،أو للغرضين م ًعا ،وهذا بالنصوص السومرية وكتابات الملوك والحكام
هو الأرجح بدليل ما سيتضح لنا من عرض للصادرات. الأكديين ثم ملوك العصر السومري الحديث نهاية
إن توفر المواد الغذائية في منطقة جنوب بلاد
الرافدين أمر مفروغ منه بدليل الحفريات أو من الألف الثالث قبل الميلاد.
خلال النصوص التي تؤكد لنا أن الوجبات الغذائية تمهيد:
للسكان كـانت تحوي العديد من المواد الغذائية
خاصـة الحبـوب (الشعير ،القمح ،الذرة) وهي أهم منذ وقت مبكر ج ًدا ربما قبل أوائل الألف الثالث
المحاصيل التي كـانت تصدر إلى منـاطق الخليـج4، قبل الميلاد ،أسس السومريون 1اقتصا ًدا مزده ًرا
إلا أ ّنها من بين السلع غير المعمرة بالإضافة إلى للواردات والصادرات كانت تتولى إدارته المعابد في
الصوف والأردية والمصنوعات النباتية والحيوانية أول الأمر ثم اشتركت السلطة المتمثلة بالقصر
والتجار الذين يعملون لحسابهم الخاص ،وقد تكون
إدارة ومسؤولية الرحلة التجارية تضم العناصر
116