Page 119 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 119
الصادرات
الكتابات ،أما الأحجار شبه الكريمة فغالبا ما تكون الثاني قبل الميلاد ،من خلال الكميات المستوردة
مصادرها من مناطق مناجم النحاس ،لذلك يفترض للنحاس من مناطق الخليج العربي12 .
أ ّن أصلها من إقليم «مجان» ،بينما تشير الأدلة إلى
أن الأحجار الملونة المصنعة حسب الوزن على شكل وأشارت النصوص الاقتصادية من أور الثالثة (نهاية
غبار ـ والتي استخدمت لصنع الألوان ومواد التجميل الألف الثالث قبل الميلاد) إلى أ ّن خام النحاس كان
ـ فمصدرها من مدخل الخليج عند جزيرة هرمز، يجلب من مدينة «دلمون» إلى «أور» نفسها في
وبالتأكيد فإن اللؤلؤ هو من دلمون ،والأخشاب عصر سلالة لارسا المبكرة ،13وكانت نسبة ( 4م ّنا)
والمواد الخشبية المصنوعة فإنها تأتي من أراضي تساوي ( 1شيقل) من الفضة وذلك في عصر سلالة
«أور» الثالثة أما في عصر سلالة «لارسا» فذكرت
كل من «ميلوخا ومجان ،ودلمون». النصـوص أن نسبـة ( 6م ّنا) تساوي ( 1شيقل) من
وهناك أنواع من البضائع المستوردة من الصعب الفضة ،بينما كان ( 1شيقل) من الفضة يساوي(1
البت في ماهيتها حيث تقاس بالسعة ومنها أو )2م ّنا) من النحاس المستورد من المستوطنات
العطور والأدوية ،وأشياء أخرى كالتوابل وهي الأشورية في المناطق الشمالية الغربية ومناطق
مواد تجارية معروفة ،تأتي من مناطق مختلفة عبر «سوريا» القديمة المعروفة بتصديرها للنحاس
إلى بلاد الرافدين في العصور القديمة .14وهذا
دلمون. يعني أن نحاس ممالك الخليج العربي بشكل عام
أما الفضة فمن المرجح أنها لم تكن تجلب لغرض ودلمون بشكل خاص ،لم يكن يعرف منافسة من
المتاجرة بسبب استخدامها كعملة متداولة، حيث رخص أثمانه وجودته من جهة ،ولاستخدامه
والكميات التي تذكرها النصوص ربما تكون على نطاق واسع لأغراض السلم والحرب من جهة
بمثابة نقود ،أما الذهب فقد ذكر أنه يستغل أخرى ،وكما سبقت الإشارة فأن تجار سومر فضلوا
كهدايا وعشر للمعبد ،ومهما يكن من أمر الذهب النحاس المحمول بسفن دلمونية من مجان على
وباقي المجوهرات والمصنوعات العاجية فإنها غيره من أنواع النحاس لاحتوائه على نسبة عالية
تبقى من الكنوز ،وعند جلبها كبضائع مستوردة من القصدير ،الذي عرف بصلابته وأهميته المرتبطة
يجب أن يفهم أنها من أجل نخبة محدودة أو
لتزيين المعابد والقصور الملكية ،ونصوص بصناعة البرونز.15
الأمير «جوديا» أصدق مثال على ذلك ،حيث نجد لقد ذكرت الكتابات المسمارية أ ّن موادا أخرى كانت
الإفراط في استخدام واستعمال الذهب والفضة تصل من مناطق بعيدة عن طريق موانئ وسفن
واللازورد (لابس لازولي ،)Lapis lazuliلأن ذلك كان دلمونية ،ومن بينها العاج الذي يرجح أ ّن أصله
تصور السومريين لرفاه والجمال الجديرين بالآلهة من الهند ،وأشار الباحثون إلى أن هذه المواد
حيث نقرأ في أحد النصوص الخاصة «بـﮔوديا» أيضا كانت تستورد كمواد خام ثم تعمل في أور
وبأشكال وأشياء جاهزة ذكرت في نصوص سلالة
ما يلي:18 أور الثالثة ،16بينما أشارت نصوص أخرى إلى وصول
أشياء عاجية مصنعة من بلد العاج نفسه وهو
(النص المسماري للنص أعلاه بتصرف من الباحث) الهند (ميلوخا ،)Meluhhaومن بين تلك الأعمال
نقرأ )Gun-Mušen Me-luh-ha( :أي طيور عاج
من ميلوخا ،17ومن الواضح أن مثل هذه الأشكال
صنعت واستوردت من ميلوخا ،كما كانت مجموعة
من الأحجار الكريمة تأتي من ميلوخا عن طريق
دلمون ،وهذا ما بينته النصوص من خلال سياق
119