Page 120 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 120

‫الصادرات‬

‫أنواع البضائع والسلع خلال الرحلة التجارية الواحدة‪،‬‬     ‫‪e-2a-ni ku2na4Za. gin3teš.bi ba-ni-in-du‬‬
‫وبأوزان متباينة أي ًضا للسلعة الواحدة مثل النحاس‬       ‫بنىسوية حجر‬
‫الذي يصحبه البرونز والعاج والعقيق والفضة‬
‫والذهب‪ ،‬بينما نجد أن صادرات بلاد الرافدين إلى‬                                  ‫لابس لازولي (و)فضة معبده‬
‫دلمون تتمثل في بضاعتين أو ثلاث وبأوزان وكميات‬          ‫‪e2ku3.gai-ni-in-du‬‬
‫كبيرة وهي بشكل عام‪ :‬الشعير والصوف والثياب‬
‫والأقمشة‪ ،‬وهذا نابع من ارتفاع قيم الواردات وغلاء‬                                         ‫بنى الطاهر المعبد‬
‫أثمانها على الرغم من قلة كمياتها من جهة‪،‬‬               ‫‪na4za. gin-3na i-ni-in-dar e2 ku2‬‬
‫وانخفاض قيم الصادرات ورخص أثمانها على الرغم‬
‫من كمياتها الكبيرة من جهة أخرى‪ ،‬ومرد ذلك بكل‬                      ‫فضة المعبد زينه (بـ)حجر اللابس لازولي‬
‫تأكيد هو البحث عن توازن في قيم المبادلات‪ ،‬على‬          ‫‪na4Za. gin3.naKi-ga-ra‬‬
‫أمل أن تحقق الصادرات الكثيرة من نوع أو نوعين‬
‫من منتجات جنوب بلاد الرافدين‪ ،‬ما يعادلها من‬                                        ‫كساه حجر اللابس لازولي‬
‫الكميات القليلة جدا لأنواع متعددة من الواردات بلاد‬                                          ‫الترجمة العامة‪:‬‬
‫الرافدينية من دلمون‪ .‬ولدينا بهذا الخصوص عدة‬
‫رسائل ونصوص اقتصادية من فترة الألف الثالث‬              ‫معبد )الأمير»‪ ‬ﮔوديا»( بناه من الفضة واللازورد‬
‫قبل الميلاد تبين ما ذهبنا إليه‪ ،‬نختار منها ما يلي‪:‬‬     ‫سويتا‪ ،‬المعبد الطاهر بنى‪ ،‬وزينه باللازورد‪ ،‬المعبد‬
‫‪ -1‬نص من رسالة بعث بها أحد سكان مدينـة «أور»‬
‫إلى الملك «شـولجي» (‪ 2047-2094( )Šul-gi‬ق‪.‬م‪).‬‬                                         ‫الطاهر كساه باللازورد‪.‬‬
‫ثاني ملك من ملوك سلالة أور الثالثة‪ ،‬ويدعى ايروم‬        ‫ومن اللافت للنظر أننا نجد في قوائم نصوص‬
‫(‪ ،)Irum‬يذكر فيها الواردات التي جلبها في حملته‬         ‫الواردات من بين البضائع التي استلمتها المدن‬
‫التجارية إلى دلمون‪ ،‬والرسالة محفوظة في المتحف‬          ‫السومرية التمور والبصل والسمك‪ ،‬على الرغم‬
‫العراقي تحت الرقم (‪ )58418‬ويمكن قراءة وترجمة‬           ‫من معرفتنا أن منطقة جنوب بلاد الرافدين يتوفر‬
                                                       ‫فيها مثل هذه المواد‪ ،‬ويبدو أن الرأي المطروح‬
                                   ‫الاسطر ‪20 :15 - 13‬‬  ‫حول هذه الظاهرة يكمن في نوعية هذه المواد‬
                                                       ‫التي من المحتمل جدا أنها تختلف بعض الشيء‬
        ‫(النص المسماري للنص أعلاه بتصرف من الباحث)‬     ‫عن منتجات أرض جنوب بلاد الرافدين‪ ،‬خاصة نوع‬
                                                       ‫السمك الذي عرف بالمملح‪ ،‬وربما تكون كمية الإنتاج‬
‫‪e-2kaskal-la Zu ga-Zum-agurudušukurguškin‬‬              ‫الوفيرة في مناطق دلمون هي التي تدعو السكان‬
‫‪ku-2babbar‬‬                                             ‫إلى تصديرها لتك ّمل استهلاك سكان جنوب بلاد‬
‫فضة ذهب رمح إناء حملة تجارية (تابعة لمؤسسة)‬            ‫الرافدين من هذه المنتوجات‪ ،‬فمن المعروف أن‬
‫‪na4gug na4Za-gin-gar-ra-ta‬‬                             ‫زراعة النخيل والبصل في المدن الواقعة على‬
                                                       ‫الساحل الشرقي للجزيرة العربية (مملكة دلمون)‬
                  ‫قطع من حجر اللازورد حجر عقيق‬         ‫كانت عنصرا مهما في اقتصاديات هذا القسم‬
                                                       ‫وذلك منذ الألف الرابع قبل الميلاد‪ ،‬بالإضافة إلى‬
                                                       ‫صيد الأسماك‪ ،‬لذا لا غرابة أن نجد إنتا ًجا وفي ًرا‬
                                                       ‫ومتمي ًزا في زراعة النخيل والبصل أو صيد السمك‬
                                                       ‫لدى أولى المستوطنات البشرية المستقرة في‬
                                                       ‫دلمون وهي في الوقت نفسه من أبرز خصائص‬

                                                                                     ‫حياتهم الاقتصادية ‪19.‬‬
                                                       ‫إن مراجعة نوعية للصادرات من مناطق دلمون‬
                                                       ‫المذكورة في النصوص المسمارية تبين لنا تعدد‬

‫‪120‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125