Page 122 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 122

‫الصادرات‬

‫والتي تع ّج بها خزانات متاحف بلاد الرافدين والخليج‬            ‫ثان ًيا‪ -‬النحاس من أهم صادرات دلمون من‬
                                              ‫والعالم‪.‬‬                                            ‫المعدن المصنع‪:‬‬

‫(شكل رقم ‪ )-1-‬مجموعة من المصنوعات الذهبية أو المطعمة‬          ‫يعد اكتشاف المعدن وصنعه من قبل الإنسان‬
‫بالأحجار الكريمة من مكتشفات المقبرة الملكية في أور (أوائل‬     ‫مرحلة أساسية من مراحل التغير الحضاري خاصة‬
‫الألف الثالث قبل الميلاد) بعضها محفوظة بمتحف فيلادليفيا‬       ‫فيما يتعلق بأحوال المعيشة‪،‬بعد أن كان الحجر‬
                                                              ‫والطين والخشب والعظم من المواد الخام التي‬
                  ‫والبعض الأخر في المتحف العراقي‪ ،‬بتصرف من‪:‬‬   ‫يحتاج إليها الإنسان في صنع آلاته وأدواته وأسلحته‪.‬‬
‫ثروة عكاشة‪ ،‬الفن العراقي القديم‪ ،‬سومر وبابل وآشور‪،‬المؤسسة‬     ‫لقد وضع توفر صنع المعدن بدون شك نهاية‬
                                                              ‫لصنع الأدوات الحجرية أو على الأقل طغيان الأدوات‬
             ‫العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ب‪.‬ت‪ ،‬ص‪.241،248.‬‬  ‫المصنوعة من المعدن نظ ًرا لقوة تحمله وقابليته‬
                                                              ‫لطرق‪ ،‬ويمكن أن نستنتج التحول في صنع الأدوات‬
‫وغالبا ما كان الذهب يخلط مع الفضة بنسب‬                        ‫من الحجر إلى المعدن من خلال معرفتنا أن الأدوات‬
‫متفأوتة في كل مرة‪ ،‬وكان نتيجة لهذا المزج‬                      ‫الجديدة كانت نس ًخا للأدوات الحجرية القديمة‪،‬‬
‫الحصول على مادة الألكتروم الذي ما يزال معروفا‬                 ‫ومثال ذلك الفأس المنبسطة المصنوعة من‬
‫حتى الآن باسم الذهب الأصفر‪ ،‬وقد عثر على‬                       ‫النحاس الخالص والتي أخذت عن الفأس الحجرية‬
‫نماذج من هذه المصنوعات في «أور» أي ًضا (المقبرة‬               ‫الصقيلة ثم ما لبثت الأدوات والآلات تأخذ الشكل‬
                                                              ‫الذي يمكن توظيفه لأغراض الإنسان المختلفة‪ ،‬لأن‬
            ‫الملكية في أور)‪( .‬ينظر شكل رقم ‪.)-2-‬‬              ‫المعدن المذاب يمكن صبه في قالب مفتوح من‬
‫أن أغلب بضائع الصادرات من دلمون إلى بلاد‬                      ‫الصخر أو الفخار أو الطين الجاف فتأخذ الأداة شكل‬
‫الرافدين تحتوي على مجموعة مص ّنعة من المعادن‬                  ‫القالب‪ ،‬سواء كان سكينا أو خنجرا أو حتى حلية‪26.‬‬
                                                              ‫وعلاوة على النحاس والبرونز استعمل ص ّناع‬
                                                              ‫المعادن القدامى من السومريين الذهب والفضة‬
                                                              ‫باستمرار وكانت مصادرها في الغالب من مناطق‬
                                                              ‫الخليج عبر تجارة متواصلة مع دلمون‪ ،‬ومن بين أهم‬
                                                              ‫الآثار النفيسة المصنوعة التي تعكس حجم التجارة‬
                                                              ‫الخارجية لبلاد «سومر» مع دلمون ومقدار ازدهارها‬
                                                              ‫ما اكتشف في المقبرة الملكية في «أور» في حدود‬
                                                              ‫‪ 2600‬ق‪.‬م‪ .‬حيث عثر على مجموعات نفيسة من‬
                                                              ‫الحلي والقلائد والأساور والخواتم والدبابيس وأدوات‬
                                                              ‫زينة مصنوعة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة‪،‬‬
                                                              ‫وعلى أعداد من الخناجر البرونزية والذهبية وفؤوس‬
                                                              ‫حربية وخوذ ذهبية وأواني وأقداح ذهبية‪( 27،‬ينظر‬
                                                              ‫شكل رقم ‪ )-1-‬وغيرها من المصنوعات اليدوية‬
                                                              ‫والفنية التي تدخل ضمن قوائم السلع والمواد‬
                                                              ‫المصنعة لغرض التصدير أو الاستعمال المحلي‬

‫‪122‬‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127