Page 126 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 126

‫الصادرات‬

‫الفضة لوحده مكو ًنا كتلة معدن‪ ،‬بل غال ًبا ما نجده‬                                       ‫أو ًلا‪ -‬الذهب والفضة‪:‬‬
‫مخلو ًطا مع معادن أخرى‪ ،‬وحتى بالنسبة للصناعات‬             ‫سمي الذهب باللغة السومرية (‪GUŠKIN/KU.GI.‬‬
‫الفضية فإن نسبة وجود معادن أخرى مع الفضة‬                  ‫‪ )KU.KI‬وباللغة الأكدية (‪ ،41)hurasu‬ويلفظ «خراصو»‬
‫أظهرتها التحليلات التي أجريت على نماذج من‬                 ‫ويقال في العربية «خرص» التي من معانيها حلقة‬
‫اللقى الأثرية‪ ،‬في المقبرة الملكية بأور من عصر فجر‬         ‫من الذهب‪ ،42‬كما سمى الكنعانيون الذهب «خرص»‬
‫السلالات‪ .47‬وقد عرف سكان بلاد الرافدين القدامى‬            ‫وسماه العبريون «خروص» وسماه اليونانيون‬
‫أنواعا متعددة من الفضة التي عرفت بصورة عامة‬
‫باللغة السومرية باسم (‪ )KU.BABBAR‬وباللغة‬                         ‫«خروسوس» وسماه الإنجليز «خريسالس»‪.43‬‬
‫الأكدية باسم (‪ )Kaspum‬ومن أنواعها‪ ،‬الفضة‬                  ‫وتكشف لنا النصوص المسمارية أن الذهب كان ذا‬
‫النقية وبالسومرية (‪ )KU.BABBAR.LAH‬وبالأكدية‬               ‫مزايا مختلفة‪ ،‬وأسعاره طبقا لذلك متفاوتة إذ نجد‬
‫(‪ ،48)Misu‬كما ذكرت المصادر الفضة المصقولة أو‬              ‫في نصوص فترة حكم الملك ريم سين (‪-1822‬‬
                                                          ‫‪ 1763‬ق‪.‬م) عن قيام رحلة تجارية استلم التاجر فيها‬
                           ‫اللامعة أو القوية والصلبة‪.‬‬     ‫كمية تزن ‪ 4‬شيقل و‪ 5‬حبات من الذهب مقابل ½‬
‫ومن الجدير بالذكر فإن الفضة لم تكن تنقل لغرض‬              ‫م ّنا و‪ 6‬شيقل من نوع آخر من الذهب‪ .44‬وبصورة‬
‫التجارة فقط‪ ،‬على الأقل في فترات النشاط والتبادل‬           ‫عامة فإن نوع الذهب يمكن معرفته من خلال قيمته‬
‫التجاري المتطور بين دلمون وبلاد الرافدين ‪ -‬أي خلال‬        ‫قيا ًسا بالفضة‪ ،‬فمن نصوص فترة سلالة لارسا نجد‬
‫النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد والفترات‬          ‫أن هناك نوع من الذهب نسبته ‪ 1‬شيقل منه تسأوي‬
‫التي أعقبتها ـ وربما يعود سبب ذلك إلى استخدام‬             ‫½ ‪ 6‬شيقل من الفضة ونجد نوع آخر نسبة ‪ 8‬شيقل‬
‫الفضة كعملة متداولة‪ ،‬فالكمية من الفضة التي‬                ‫منه تعادل من ‪ 1‬شيقل إلى ‪ 4‬شيقل من الفضة‪،‬‬
‫تذكرها النصوص في تلك الفترات من المحتمل‬                   ‫ونوع آخر نسبة ‪ 5‬شيقل منه تعادل ‪ 3‬شيقل‬
‫جدا أنها تمثل حجم قيمة المبيعات والمشتريات‬
‫أي ما يمكن أن نصطلح عليه اليوم بالنقود‪ .49‬أما‬                                                            ‫فضة‪.45‬‬
‫التحف والمصنوعات الفضية التي كشفتها معاول‬                 ‫وتظهر لنا نصوص الكتابات المسمارية من عصر‬
‫المنقبين في مواقع المدن السومرية جنوب بلاد‬                ‫سلالة أور الثالثة لوح طيني يذكر أن تاجر دلموني‬
‫الرافدين فإنها لابد أن تكون قد صنعت لأغراض‬                ‫قدم الذهب إلى معبد الإلهة ننجال (‪)dNIN-GAL‬‬
‫شخصية أو كهدايا تقدم للآلهة كشكر لها‪ ،‬وخير‬                ‫في أور كهدية أو ضريبة على السلع التجارية‪،‬‬
‫مثال على ذلك القارب المشهور والمصنوع من‬
‫الفضة والذي يعود إلى عصر فجر السلالات الثالث‬                                                    ‫والأسطر هي‪46:‬‬

                   ‫والمعروض في المتحف العراقي‪.‬‬                           ‫(النص المسماري بتصرف من الباحث)‬

                                                          ‫‪17½Šeku- giI-din- dNin-in-zakZag10-dNin-gal‬‬
                                                          ‫½‪ 17‬ذهب حبة إيدن ننزاك (عائدة لـ) ضريبة العشر‬

                                                                                                   ‫للإلهة ننجال‬

‫(شكل رقم‪ )-4-‬نموذج مصغر لقارب مصنوع من الفضة‪ ،‬بتصرف من ‪:‬‬  ‫أما ما يخص الفضة الرديف الأساسي للذهب‪ ،‬فإنها‬
‫‪Salonen A (1939),DieWasserFahrseuge in Babylonien,‬‬        ‫في الأصل تستخرج من كبريتيد الرصاص‪ ،‬والذي‬
‫‪Helsinki, p. 114‬‬                                          ‫يتواجد عادة في المناطق الجبلية كما هو حال‬
                                                          ‫المعادن الأخرى‪ ،‬ومن الصعب ج ًدا أن نجد خام‬

‫‪126‬‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131