Page 128 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 128

‫الصادرات‬

‫الغالب لصناعة أشكال حجر العقيق كحركة زخرفية‬         ‫(شكل رقم‪ )-4-‬راس القيثارة الذهبية المكتشفة في أور والمطعمة‬
                 ‫تعد م ّيزت حضارة «وادي السند»‪.56‬‬                                      ‫بالازورد والصدف والخشب‪ ،‬نقلا عن‪:‬‬

‫إن نتائج الاكتشافات الأخيرة لأحجار العقيق في‬        ‫‪Andre Parrot, op.cit, pla.18.‬‬
‫العديد من مواقع الخليج وجنوب بلاد الرافدين‪،‬‬
‫وهي ما يمكن أن نصطلح عليه «بأحجار العيون»‬                                                    ‫ب ‪ -‬العقيق‪:‬‬
‫كما سمته النصوص المسمارية في الألف الثاني‬           ‫عرفت مواقع الشرق الأدنى القديم العديد من أحجار‬
‫قبل الميلاد وذكرت أنه من ميلوخا‪ ،‬يجعلنا نقف عند‬     ‫العقيق ذات الألوان المتعددة‪ ،‬وهي أحجار طبيعية‬
‫تحديد معنى عبارة «أحجار العيون» لأننا عرفنا أن‬      ‫أغلبها من فصيلة العقيق الأحمر الذي عرفه‬
‫أحجار العقيق تأخذ شكل خرز يشبه شكل الكلية‪،‬‬          ‫السومريون باسم (‪ )GUG NA4‬وباللغة الأكدية‬
‫خاصة وإن أحد ملوك الكاشيين في بابل والمسمى‬
‫«آجوم كاكريمي الثاني» (‪)Agum-Kakrime II‬‬                                                       ‫(‪.54)Samtu‬‬
‫حوالي(‪ 1600‬ق‪.‬م‪ ).‬ذكر لنا في نص الحجارة التي‬         ‫ومن خلال سياق الكتابات النصية المسمارية‬
‫هي بشكل عيون من أرض «ميلوخا» والتي قدمت‬             ‫والأشكال التي تصنع من العقيق يمكن الافتراض‬
‫كهبات للمعابد في بابل وأشير إليها بالقراءة‬          ‫إ ّن المصادر الأصلية للعقيق هي الهند (ميلوخا)‪،‬‬
‫التالية (‪ )IGI.MEŠ Meluhha.NA4‬أي بمعنى أحجار‬        ‫ومنها عبر طريق الخليج العربي التجاري المائي‬

                                 ‫عيون من ميلوخا‪.57‬‬                               ‫وصل إلى بلاد الرافدين‪.‬‬
‫ونتيجة لورود الاسم (‪ )IGI‬والذي يعني «عين»‬           ‫ويحدد الباحثون منطقة «رتنبور» (‪ )Ratanpur‬في‬
‫مصحو ًبا بالقراءة (‪ )MEŠ‬التي تعني الجمع «عيون»‬      ‫«راجبيبلا» (‪ - )Rajpipla‬والتي تقع على بعد ‪ 75‬كلم‬
‫مع ما سبق الاسم نفسه من قراءة العلامة الدالة‬        ‫عن خليج كامبي (‪ - )Camby‬هي مناطق وجود‬
‫على الحجر (‪ )NA4‬ومصدره من ميلوخا‪ ،‬يرجح أن‬           ‫العقيق الأحمر حيث بدأت تجارته من تلك المناطق‬
‫حجر العقيق الذي تنتجه مناطق حضارة وادي السند‬        ‫في عصور قديمة‪ ،55‬ويؤيد ذلك العبارة التالية في‬
‫(ميلوخا) لم يكن على شكل الكلية فقط بل عرف‬           ‫النصوص المسمارية والتي تدل على العقيق الأحمر‬
‫في الاكتشافات الحديثة أنه على شكل عيون‪ ،‬وإن‬         ‫(‪ )GUG.ME.LUH.HA.NA4‬أي بمعنى عقيق أحمر‬
‫عدم وجود (‪ )GUG‬يعني أن هناك عقيق من لون‬             ‫من ميلوخا كما أن استخدام شكل الكلية في‬
‫آخر غير الأحمر لأننا عرفنا أن (‪ )GUG‬تعني العقيق‬
‫الأحمر‪ ،‬ولدينا أمثلة عديدة عن مثل هذه العيون‬
‫الحجرية‪ .‬ومن الواجب أن لا نخلط بينها وبين اللؤلؤ‬
‫الذي يعرف بالسومرية (‪ )IGI.Ku6.NA4‬بمعنى‬
‫«حجارة عيون السمك»‪ ،‬فالفرق واضح في إضافة‬
‫(‪ )KU6‬التي تعني السمك في مواقع مختلفة تعود‬
‫إلى نهاية الألف الثالث وبداية الألف الثاني ق‪.‬م‪.‬‬
‫سواء في « فيلكا « أو في موقع « لوثال « (‪)Luthal‬‬
‫في الهند أو موقع تل الرماح (‪ )Tell Al rimah‬في‬
‫جنوب بلاد الرافدين وقطع أخرى اكتشفتها البعثة‬
‫الفرنسية عام ‪ 1983‬في فيلكا عددها ‪ 25‬قطعة‬
‫وفي قرية الفأو (‪ )Al - Fau‬في السعودية‪ ،‬كما عثر‬
‫على أحجار العيون في مواقع جنوب بلاد الرافدين‬

‫‪128‬‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133