Page 132 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 132

‫الصادرات‬

                                        ‫إلى الشاطئ»‬  ‫لتموت الحيوانات بداخلها‪ ،‬وبالتالي تسهل عملية‬
‫يتبين من ذلك عرض الجانب العملي للغواصين من‬                                               ‫استخراج اللؤلؤ‪.73‬‬
‫صيادي اللؤلؤ‪ ،‬فكما يفعل الغاطسون الباحثون‬
‫عن اللؤلؤ فعل جلجامش‪ ،‬وهذا ير ّجح أ ّن النبتة هي‬     ‫لقد ذكرت النصوص المسمارية صراحة عمليات‬
‫نبتة الخلود التي أخبر بها أوتو‪ -‬نابشتم جلجامش‬        ‫استيراد اللؤلؤ من «دلمون» حيث عثر على لوح‬
‫وهي اللؤلؤة‪ ،‬وي ّدعم هذا الرأي العثور على العديد‬     ‫حجري مكتوب بالخط المسماري في مدينة «أور»‬
‫من الأوعية الفخارية العريضة القاعدة‪ ،‬في معبد‬         ‫ينص على أن كي ًسا يحتوي على عيون السمك‬
‫قلعة البحرين‪ ،‬احتوت في داخلها على عظام حية‪،‬‬          ‫قد جلب من أرض «دلمون»‪ .74‬ومن فترة سلالة أور‬
‫كما وجد معها حبة خرز صغيرة من الفيروز تشبه‬           ‫الثالثة يرد نص عن حملة تجارية ذاهبة إلى «دلمون»‬
‫اللؤلؤة‪ ،‬ولكون الحية هي التي أكلت نبتة الحياة‬        ‫خصص كمية من الفضة لغرض شراء اللؤلؤ (عيون‬
‫التي تعيد الشيخ شا ًبا‪ ،‬بعد أن أخذتها من جيب‬
‫جلجامش خلسة‪ ،‬يمكن الافتراض أن لهذا الطقس‬                           ‫السمك) والعبارة التالية توضح ذلك‪:75‬‬
‫الخاص بالح ّيات في معبد البحرين أهمية دينية أو‬
‫سحرية لاسيما وإن اللؤلؤة تعتبر رمز التخلص من‬                        ‫(النص المسماري بتصرف من الباحث)‬
‫المرض والشيخوخة‪ ،‬مثلما هو حال نبتة «جلجامش»‬
‫وقد تعزز موقف أكل الحية للنبتة في معتقد أهل‬          ‫‪1 Ma - na Ku-2BABBAR 2 Ma - naKU2 -‬‬
‫« دلمون « قدي ًما أننا نجد الكثير من مدافن الحيات‬    ‫‪BABBAR‬‬
‫تحت أرضيات المعبد المذكور وغرفه العديدة التي‬
‫يصل عددها إلى الأربعين مدف ًنا‪ ،‬وربما كان ذبح‬                                     ‫فضة منا ‪ 2‬فضة منا ‪1‬‬
‫الحية ووضعها في وعاء يعد من عطايا المتعبدين‪،‬‬         ‫‪NA4 IGI.HA nig .nam .ma šam2.sal .de3‬‬
‫ربما لموت أو ولادة فرد من أفراد العائلة‪ .77‬وهكذا‬     ‫شراء‬
‫يتوضح لنا وبإسهاب دور التفاعل الحضاري بين‬
‫دلمون ومدن جنوب بلاد الرافدين في أحد واردات‬                                  ‫لغرض عيون السمك (اللؤلؤ)‬
‫بلاد الرافدين المهمة المتمثلة في اللؤلؤ الذي لا‬      ‫وأخي ًرا فإن أسرار صيد اللؤلؤ في الخليج‪ ،‬لم تكن‬
‫يزال إلى اليوم يعد حالة نادرة في التجارة الخارجية‬    ‫غائبة عن ذهن كاتب الأسطورة السومري حيث‬
‫لمملكة «البحرين» إلى أن نافسته زراعة اللؤلؤ‬          ‫ضمنها قصة الطوفان‪ ،‬من خلال المقطع الخاص لما‬
‫الياباني في السنوات التي أعقبت عام ‪ ،1930‬كما‬         ‫يرويه «أوتو‪ -‬ناشتم» (‪« )Utu-napštum‬لجلجامش»‬
‫أصاب صيد واستخراج اللؤلؤ الخليجي بعض الفتور‬
‫في العقود الأخيرة من القرن المنصرم خاصة بعد‬                                                         ‫قوله‪:76‬‬
‫اكتشاف النفط وتحول ميزان القوى الاقتصادية‬                               ‫«سأبوح لك بسر من أسرار الآلهة‪،‬‬
                                                                ‫يوجد نبات مثل الشوك ينبت في المياه‪،‬‬
                            ‫نحوه بشكل شبه كامل‪.‬‬
‫أما ما يخص أصداف السلاحف فإنها تعد من بين‬                                            ‫‪،......................................‬‬
‫واردات بلاد الرافدين المثيرة للاهتمام والغرابة نجد‬   ‫فإذا ما حصلت يداك على هذا النبات وجدت الحياة‬
‫صدف السلاحف والذي عرف بالغة السومرية (‪Ba-‬‬
‫‪ )Sig4‬والمقطع الأول (‪ )Ba‬يعني سلحفاة والمقطع‬                                                       ‫الجديدة‪،‬‬
                                                                                ‫‪...............................................‬‬
                       ‫الثاني (‪ )sig4‬يعني صدفة‪.78‬‬                   ‫ربط (جلجامش) برجليه أحجارا ثقيلة‪،‬‬
‫لقد أثبتت نتائج التنفيبات التي قامت بها البعثة‬                  ‫ونزل إلى أعماق المياه حيث أبصر النبات‪،‬‬
                                                                               ‫فأخذ النبات الذي وخز يده‪،‬‬
                                                     ‫وقطع الأحجار الثقيلة من رجليه فخرج من الأعماق‬

‫‪132‬‬
   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137