Page 137 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 137

‫سمات وخصائص‬

                ‫سمات وخصائص معابد الجزيرة العربية*‬                                                                                                                     ‫‪،،‬‬

                                                      ‫د‪.‬محمد بن سلطان العتيبي‬

                                                                 ‫(كلية السياحة والآثار‪ -‬جامعة الملك سعود)‬

                                                                                    ‫مقدمة‪:‬‬
                  ‫تمثل أشكال ومخططات بيوت الآلهة في الجزيرة العربية عنصرًا هامًا‬
                  ‫من عناصر مباني المعبودات‪ ،‬إلا أن القدرة التقنية وفن البناء هي طرق‬
                  ‫وأساليب تستهدف بلوغ تلك الغاية لإنتاج المظهر المادي النهائي‬
                  ‫للمعبد‪ ،‬الذي ي ّكون ركنًا هامًا من أركان المفاهيم الدينية والمعتقدات‪.‬‬
                  ‫فشكل بيت المعبود هو أصدق تعبير عن أفكار المجتمعات لتغلغله‬

                                               ‫في فكر الإنسان وعاطفته ودوافع سلوكه‪.‬‬
                  ‫فالفكر والمعتقد الديني المبكر‪ ،‬في الجزيرة العربية‪ ،‬يتمثل في تلك‬
                  ‫التشكيلات الحجرية البارزة التي تظهر بأوضاع متناسقة وبأشكال‬
                  ‫مختلفة‪ ،‬منها ما هو دائري يحيط بحجر قائم يمثل نصب المعبود‪،‬‬
                  ‫ومنها ما هو على شكل رصفات حجرية مستقيمة على شكل كوكبي‬
                  ‫أو نجمي‪ ،‬وقد وجدت هذه التشكيلات منعزلة في مناطق بعيدة في‬
                  ‫معظم أنحاء الجزيرة‪ ،‬كما في وادي السار قرب شبام‪ ،‬وكذلك إلى‬
                  ‫الغرب من شبوة جنوب الجزيرة العربية‪ ،‬وفي قرية الفاو في وسط‬

                                                                            ‫الجزيرة العربية‪.‬‬
                  ‫وإذا كانت تلك التشكيلات الحجرية البنائية تمثل شكل ًا ماديًا لبيت‬
                  ‫المعبود‪ ،‬ومفهومًا دينيًا بدائيًا‪ ،‬فإن المرحلة اللاحقة من التطور لهذا‬
                  ‫المفهوم بما اشتمل عليه من أشكال معابد متطورة ومجمع آلهة‬
                  ‫وطقوس دينية‪ ،‬فإنها لاشك تمثل انعاكسًا لحياة استقرار مدني‬
                  ‫وازدهار لمجتمع زراعي أو تجاري‪ ،‬فبناء بيوت الآلهة شاهد على التطور‬
                  ‫الحضاري للمجتمعات الإنسانية‪ ،‬وأشكال هذه البيوت هي تعبير عن‬

             ‫المفاهيم الدينية والمؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ‪،،‬‬
                  ‫للمجتمع‪ .‬ومن ذلك فإن المخطط والشكل النهائي للمعبد هو نتيجة‬
                  ‫طبيعية لعدة عوامل متشابكة مؤلفة من الدين والدولة والاقتصاد‪،‬‬
                                              ‫والقدرة المعمارية (التقنية) الفنية والموقع‪.‬‬
                                                                                                          ‫* محاضرة ألقيت في جمعية تاريخ وآثار البحرين بتاريخ ‪2016/11/2‬م‬

                                                                                                                          ‫‪137‬‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142