Page 140 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 140

‫سمات وخصائص‬

‫يعزز ذلك ما روي عن وفد نصارى نجران إلى رسول‬              ‫تقريبًا‪ ،‬والسطح العلوي منها مجوفًا‪ ،‬وفي الغالب‬
             ‫الله (ص) من أنهم كانوا يصلون شرقًا‪.‬‬         ‫ما يكون منقوشًا على جوانبها الأربع أسماء لإربعة‬
                                                         ‫توابل‪ ،‬وفي الغالب ما تكون مزخرفة بمجموعة‬
‫ويعود السبب في تمييز جهة الشرق عن غيرها‬                  ‫من الأشكال الهندسية (المثلثات) المتراصة؛ وفي‬
‫من الاتجاهات إلى ارتباطها بعبادة الآلهة الكوكبية‬         ‫وقت لاحق اصبحت تلك الأرجل أكثر ارتفاعًا وحروف‬
‫ودورها القوي في آلهة الشرق الأدنى القديم‬                 ‫النقوش أكثر دقة‪ ،‬إلا أن هذا الشكل من المباخر قد‬
‫والجزيرة العربية‪ ،‬ونجد أن اتجاه الشرق لم يكن‬
‫حتميًا في معابد الجزيرة العربية‪ ،‬بل كانت هناك‬                             ‫اختفى حوالي القرن الأول الميلادي‪.‬‬
‫أمثلة كما في معبد باربار في البحرين ذا الواجهة‬           ‫في بداية القرن الأول والثاني الميلادي ظهر نموذج‬
‫الجنوبية‪ ،‬ومعبد الأحور في قرية الفاو الذي يتجه‬           ‫جديد من المباخر فقد أصبح جسم المبخرة‬
‫مدخلة لجهة الغرب‪ ،‬والمعابد القتبانية التي تتجه‬           ‫(المجمرة) يقوم على قاعدة مربعة تستدق بأعلاها‬
                                                         ‫عن أسفلها‪ُ ،‬نحت على واجهاتها زخارف معمارية‬
                                         ‫نحو الشمال‪.‬‬     ‫تمثل نماذج معمارية هندسية لواجهات المباني‬
                                     ‫‪ - 8‬اتجاه الزوايا‪:‬‬  ‫الدينية‪ ،‬وكذلك أشكال كوكبية ُتمثل الهلال‬
‫كما كان اتجاه المدخل من ضمن التقاليد المعمارية‬
‫الدينية‪ ،‬كان اتجاه الزوايا (الأركان) في معظم‬                                            ‫والشمس بين جنباتة‪.‬‬
‫المعابد وعلى وجه الخصوص في جنوب الجزيرة‬                  ‫كما كانت موائد القرابين(المذابح) موائد (سكب‬
‫العربية كانت تتجه نحو الجهات الأصلية وليس‬                ‫الخمور) تشكل أثاثًا شعائريًا أساسيًا في المعابد‪،‬‬
‫باتجاه الواجهات‪ ،‬ومن أقدم هذه الأمثلة هو معبد‬            ‫وهي عبارة عن لوحات حجرية لها أطراف ذات حواف‬
‫أنزاك في فيلكا شرق الجزيرة العربية‪ ،‬وقد كانت‬             ‫مرتفعة بعض الشيء وتنخفض في الوسط‪ ،‬وفي‬
‫هذه السمة منتشرة في جنوب الجزيرة العربية إلى‬             ‫أحد الجوانب قناة على شكل ميزاب أحيانًا بشكل‬
‫حد ما؛ ومن أفضل الأمثلة التي تمثل اتجاه الزوايا‬
‫نحو الجهات الأصلية في جنوب الجزيرة العربية هو‬                    ‫بارز‪ ،‬وتطور حتى أصبح على شكل رأس ثور‪.‬‬
‫معبد أوعال صرواح ومعبد عثتر وهما من سبأ‪،‬‬                              ‫‪ - 7‬اتجاه الواجهة الأمامية (المدخل)‪:‬‬
                     ‫ومعبد الإله سن في حضرموت‪.‬‬
‫‪ - 9‬التقسيم أو الاقتراب الثلاثي (‪Tripartita‬‬              ‫لم يكن اتجاه المدخل في المعبد بالجزيرة العربية‬
                                                         ‫امرًا عفويًا‪ ،‬فقد كان هناك ميل واتجاه إلى توجيه‬
                                         ‫‪:)approach‬‬      ‫المعبد نحو الشرق‪ ،‬ويبدوا أن هذه السمة موغلة‬
‫كان التقسيم الثلاثي أو ما يمسى بالاقتراب الثلاثي‬         ‫ُمنذ ال ِقدم في الجزيرة العربية‪ ،‬وذلك بدليل مدخل‬
‫سمة واضحة في معظم معابد الجزيرة العربية‪،‬‬                 ‫معبد أنزاك في فيلكا الذي يعود لحضارة دلمون‪،‬‬
‫كمعبد أنزاك في فيلكا والذي يعود لحضارة دلمون‪،‬‬            ‫وربما استمر ذلك في مناطق أخرى بالجزيرة العربية‬
‫ومعبد ارتيميس‪ ،‬ومعبد الأحور وسن‪ /‬شمس‬                     ‫في عصور لاحقة فمنها على سبيل المثال معبد‬
‫ومعبد ود في قرية الفاو‪،‬ومعبد المساجد في سبأ‬              ‫خربة التنور ذو الاتجاه الشرقي من معابد شمال‬
‫ومعبد رفصم في معين‪ ،‬كما ظهرت في معظم‬                     ‫الجزيرة العربية‪ ،‬كما ظهرت هذه السمة في معابد‬
                                                         ‫قرية الفاو كما في معبد سن‪/‬شمس ومعبد ود‬
                        ‫معابد شمال الجزيرة العربية‪.‬‬      ‫وكلاهما ذو مدخلين باتجاه الشرق‪ ،‬كما نلاحظ هذه‬
‫ويتكون المعبد عادة من حرم مقدس وقاعة أمامية‬              ‫السمة في معبد آوام بمأرب العاصمة السبئية الذي‬
‫وقدس الأقداس إذ أ ّن الاقتراب الثلاثي سمة عامة‬
                                                           ‫اتجه مدخله نحو الشرق ومعبد عثتر في صرواح‪.‬‬
                               ‫في منطقة غرب آسيا‪.‬‬        ‫وربما استمر ارتباط هذه السمة بتعظيم الجهة‬
                                                         ‫الشرقية لمداخل المعابد الدينية في الجزيرة العربية‬
                                                         ‫حتى عصر متأخر يعود للقرن السابع الميلادي‪ ،‬ومما‬

‫‪140‬‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145