Page 145 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م

‫الظاهرة العددية‬

‫لا يستبعد أن يكون البرتغاليون هم من كانوا‬ ‫جوانان‪ ،‬بلجيكي الجنسية‪ ،‬قام بزيارة مملكة‬
‫وراء العبث الذي لحق بها‪ ،‬إذ كان عندهم الوقت‬ ‫البحرين‪ ،‬وحصل على تصريح من حاكم البحرين‬
‫لاكتشاف الثروات في مثل هذه الأماكن في القرن‬ ‫بتوصية من السيد جيه‪ .‬س‪ .‬جاسكين المقيم‬
‫السياسي البريطاني‪ ،‬وقام بحفر أحد تلال قرية‬
‫السادس عشر للميلاد‪.11‬‬ ‫عالي‪ ،‬وعثر فيه على كسر عظمية بشـرية بالإضافة‬
‫‪ -5‬إرنست مكاي(‪ ),.MACKAY E‬سنة ‪1925‬م‪:‬‬ ‫إلى كسـر فخارية تعود لمرحلة دلمون(‪– 2300‬‬
‫‪ 1800‬ق‪.‬م)‪ ،‬وكتب تقري ًرا عن عمله تبنى من خلاله‬
‫كثي ًرا من المعلومات التي طرحها بنت في تقريره‪،‬‬

‫فهو يعتقد بأن هذه التلال تعود للفنيقيين‪.7‬‬

‫انتدبت المدرسة البريطانية للآثار إرنست مكاي‬ ‫‪ -4‬بريدوكس‪ .‬أف‪ .‬ب (‪ ).PRIDEAUX F. B‬من ‪1906‬‬
‫(‪ ),.MACKAY E‬سنة ‪ ،1925‬لتنقيب تلال مدافن‬ ‫ـ ‪1908‬م‪:‬‬
‫مملكة البحرين بهدف الكشف عن أسرارها‬
‫ومحتوياتها‪ . 12‬وبعد أن حصل على تصريح من‬ ‫وجهت دائرة الآثار بحكومة الهند البريطانية في‬
‫حاكم البحرين المغفور له الشيخ حمد بن عيسى‬ ‫سنة ‪ 1904‬اهتمامها باستكشاف تلال مدافن عالي‬
‫آل خليفة‪ ،‬قام بتنقيب ‪ 34‬ت ًلا‪ ،‬ووجد بأن ‪ 12‬ت ًلا‬ ‫والتعرف على أصل مدينة تلال المدافن‪ .‬فقررت‬
‫منها مسروقة‪ ،‬وحوى ‪ 20‬منها بقايا عظام بشرية‬ ‫تفويض الرائد بريدوكس ‪.‬أف ‪ .‬ب ‪ -‬الذي كان يعمل‬
‫في وضع أكوام‪ ،13‬واعتقد مكاي بأن أصحابها لا بد‬ ‫في الوكالة السياسية الإنجليزية بمملكة البحرين‬
‫وأن دفنوا أو ًلا في أمكنة أخرى ثم نقلت رفاتهم‬ ‫خلال تلك الفترة ‪ -‬بالقيام بمهمة اكتشافها‬
‫بعد ذلك لدفنها في جزر مملكة البحرين‪ ،‬وأن‬ ‫والتعرف على أصحابها‪ ،‬ولقد تولى حفرها خلال‬
‫كسر الفخار الكثيرة التي عثر عليها في جميع‬
‫تلال المدافـن تقري ًبا تدل على كونها قـد كسرت‬ ‫السنوات من ‪. 8 1908 - 1906‬‬
‫عم ًدا طقوس ًيا‪ ،‬وذلك بعد إتمام الدفـن وقبل غلـق‬ ‫ولقد قام بريدوكس بفتح ‪ 7‬تلال كبيرة ومتوسطة‬
‫المدفـن‪ .‬وقد عثر على أسلحة برونزيــة وأدوات‬ ‫بالإضافة إلى ‪ 25‬ت ًلا صغي ًرا‪ .‬واستعرض في بداية‬
‫وصناديـق عاجية‪ ،‬من بينها تمثال عاجـي أنثوي‪.14‬‬ ‫الدراسة التي أعدها مواقع انتشار تلال المدافن‬
‫كما عثر على قطع من بيض نعام بعضها ملونة‬ ‫على الجزيرة الرئيسية(جزيرة البحرين)‪ ،‬وذكر بأن‬
‫ومزينة مع بقايا سلال مغلفة بالقار وأشكال مختلفة‬ ‫انتشارها يغطي مساحة من الجزيرة بلغت ‪129‬‬

‫من الفخار الدلموني‪.15‬‬ ‫كيلو متر مربع‪. 9‬‬
‫وافترض بأن الأثرياء الذين أمروا بتشييد تلال‬
‫مدافن عالي الكبيرة‪ ،‬لا بد أنه كانت لهم مساكن‬
‫تشبه العريش َك َب ْي ٍت صيفي فوق التل نفسه‪،‬‬
‫واستغلوا المدافن السفلى كسكن في الشتاء‪.‬‬
‫وربما استخدموا المدافن العليا للخزن حتى‬
‫وفاتهم‪ .‬وبعد وفاتهم يدفنون في المدفن‬
‫السفلى مع عدد من الأواني الفخارية التي حوت‬
‫الشراب والطعام وبعض الحيوانات المتقرب بها‪.‬‬
‫بينما ضم المدفن العلوي الأثاث الجنائزي‪ /‬التقدمات‬
‫الجنائزية‪ 10‬وبعض الحيوانات التي قدمت قرابين‪.‬‬
‫وختم بريدوكس دراسته لتلال المدافن‪ ،‬بقوله إنه‬

‫‪145‬‬