Page 150 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 150

‫الظاهرة العددية‬

‫لبلاد الرافدين والتي تتحدث عن دلمون إذا لم يكن‬       ‫آراء الباحثين والدارسين حول الظاهرة العددية‬
‫على علم بطبيعة بالمواد الأثرية المكتشفة في‬                           ‫لتلال المدافن في مملكة البحرين‪:‬‬
‫تلال المدافن لا يمكن أن يساهم بوضع تفسير‬                            ‫‪ -1‬لامبرج كارلوفسكي (‪Karlousky‬‬
‫صحيح لما ترمي إليه تلك النصوص الكتابية حول‬                                               ‫‪:1982)Lamberg‬‬
‫طبيعة قدسية أرض دلمون‪ .‬وإذا كان هناك أي‬
‫تصور اعتقادي لدى السومريين بحياة خلود في‬
‫أرض دلمون‪ ،‬فإن أصل ومصدر هذا المفهوم لديهم‬
‫ناتج من تأثير ثقافة دلمون نفسها عليهم‪ ،‬أو مرده‬
‫إحدى ال ّثقافات الأخرى التي كانوا على اتصال بها‪. 35‬‬

    ‫‪ -3‬برونو فروليتش (‪:1986) Brono Frohlich‬‬

‫قام برونو فروليتش (‪ ) Brono Frohlich‬بدارسة‬           ‫من تلك الآراء‪ ،‬ما طرحه لامبرج كارلوفسكي‬
‫تحليلية للهياكل العظمية التي ُعثر عليها في‬           ‫(‪ )Karlousky Lamberg‬والذي فسر وجودها‬
‫‪ 133‬تل من تلال المدافن‪ .‬وتوصل إلى أن عدد تلال‬        ‫بهذا الكم الهائل مرجعه أن أرض دلمون احتلت‬
‫مدافن مملكة البحرين لا يقل عن ‪ 172‬ألف تل‪،‬‬            ‫مكانه مقدسة في الأدب السومري‪ ،‬فهي مملكة‬
‫حوالي ‪ 150‬ألف منها تنتمي إلى العصر البرونزي‬          ‫انكي اله المياه العذبة وزوجته نينخورساك‪ ،‬وهي‬
‫المبكر(‪ 1800 – 2800‬ق‪.‬م)‪ .‬وأوضح بأن وجود هذا‬          ‫مقر الإله الدلموني انزاك (السيد العادل) وزوجته‬
‫العدد من تلال المدافن لا يعتبر ظاهرة فريدة‪،‬‬          ‫نينساكيلا(السيدة الطاهرة فكيف يتفق أن‬
‫فقد أظهرت دراسة مشابهة لمدافن باب الطهرة‬             ‫تكون هذه البقعة من الأرض بمثل هذه الطهارة‬
‫في الأردن والعائدة لبداية العصر البرونزي‪ ،‬إلى‬        ‫والتقديس‪ ،‬ولا تتخذ مكا ًنا للدفن الفعلي أو الرمزي‬
‫وجود عدد مماثل من المدافن والذي قدر بحوالي‬           ‫لكل سكان المنطقة الذين يؤمنون ويعتقدون‬
‫‪ 000,250‬مدفن‪ ،‬وهذا العدد نتيجة لكثافة‬                ‫في قداستها وبأنها (الجنة ومقر المباركين) حيث‬
‫سكانية في مجتمع يقدر عددهم بحوالي ‪6000‬‬               ‫يحصل المقيم فيها أو المدفون في ثراها على‬
‫نسمة‪ ،‬على مر ألف سنة‪ .‬لذلك ينبغي ـ كما يقول‬          ‫أنفاس خالدة وحياة مثل إله ولذلك جلبت لها‬
‫فروليتش ـ أن لا نسهب في تفسير هذه الظواهر‬
‫أو اعتبار تلال مدافن مملكة البحرين هي لسكان‬                                                     ‫الأموات ‪. 34‬‬
                                                                 ‫‪ -2‬بندنت‪.‬ألستر(‪:1983)Bendt Alstar‬‬
                                   ‫من خارج المنطقة‪.‬‬  ‫عارض الباحث بندنت‪.‬ألستر(‪) Bendt Alstar‬‬
                                                     ‫ما ذهب إليه لامبرج كارلوفسكي(‪Karlousky‬‬
                                                     ‫‪ ،)Lamberg‬والذي يذكر بأن الوثائق الكتابية‬
                                                     ‫المسمارية المكتشفة في بلاد الرافدين لا تقدم‬
                                                     ‫تفسي ًرا يسهم في توضيح ظاهرة تلال المدافن في‬
                                                     ‫مملكة البحرين‪ .‬كما أن دارس الكتابات المسمارية‬

‫‪150‬‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155