Page 146 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 146

‫الظاهرة العددية‬

‫مئات من العرب المعاصرين‪ ،‬لمقارنتها بأحجام‬             ‫‪ -6‬بيتر بروس كورنوول(‪),.CORNWALL P. B‬‬
‫الهياكل التي اكتشفها في تلال المدافن‪ ،‬وتوصل‬                                                   ‫سنة ‪1944‬م‪:‬‬
‫إلى أن الهياكل تعود لأناس من وسط الجزيرة‬
‫العربية وبشكل خاص من منطقة وادي الدواسر‪.‬‬              ‫بيتر بروس كورنوول باحث أمريكي نال درجة‬
‫وبسبب عدم تمكنه من الحصول على معلومات‬                 ‫الدكتوراه من دائرة التاريخ بجامعة هارفرد بالولايات‬
‫دقيقة وقاطعة حول أصل بناة تلال المدافن في‬             ‫المتحدة الأمريكية في أطروحته المعنونة ب‪:‬‬
‫كلا المنطقتين‪ ،‬فإنه طرح نظرية مفادها أن قبيلة‬         ‫«‪Dilmun: The History of Bahrain Island‬‬
‫عربية هاجرت من داخل الجزيرة العربية ووصلت‬             ‫‪(“ Before Cyrus‬دلمون‪ :‬تاريخ جزيرة البحرين قبل‬
‫إلى سواحل الخليج العربي‪ ،‬ونزحت مجموعات‬                ‫قورش)‪ ،‬وحاول من خلالها أن يثبت بأن مملكة‬
‫صغيرة منها إلى أماكن أخرى وخاصة الجزر القريبة‬         ‫البحرين كانت مرك ًزا لحضارة دلمون وليست مقبرة‬
‫ومنها جزر مملكة البحرين‪ ،‬وكان ذلك في نهاية‬
‫الألف الثالث أو في بداية الألف الثاني قبل الميلاد‪،‬‬                                         ‫لدفن الأموات ‪. 16‬‬
‫ونقلوا معهم تلك العادة من الدفن والمتمثلة‬             ‫واشتملت دراسة كورنوول على أعمال تنقيبية‬
‫في بناء مرتفع أو تل صخري على حفرة الدفن‪.‬‬              ‫قام بها في كل من مملكة البحرين ومنطقة‬
‫وذكر أن أولئك الرحل عندما وصلوا إلى سواحل‬             ‫الأحساء بالمملكة العربية السعودية وتسـاءل في‬
‫الخليج‪ ،‬وجدوا بيئة مواتية للاستقرار‪ ،‬بها عيون‬         ‫دراسته حول سبب عدم توصل الذين سبقوه بحفر‬
‫من الماء العذب وبساتين النخيل ومستوطنات‬               ‫تلال المدافن في مملكة البحرين‪ ،‬إلى أن بناتها‬
‫لأناس يتفوقون عليهم حضار ًيا حيث كانت مملكة‬           ‫هم الدلمونيون الذين ورد ذكرهم في الكتابات‬
‫البحرين مأهولة بالناس الذين ربما كانوا ينتمون‬         ‫المسمارية‪ .‬وفي معرض رده على بنت الذي اعتقد‬
                                                      ‫بأن تلال المدافن تعود إلى الفينيقيين‪ ،‬فإنه يرى بأن‬
                                  ‫إلى السومريين ‪. 19‬‬  ‫مسألة الفينيقيين موضع خلاف‪ .‬وفيما يتعلق بما‬
‫وافترض كورنوول أن القوم الرحل بعد عبورهم‬              ‫ذهب إليه مكاي من أن مملكة البحرين استـخدمت‬
‫من الجزيرة العربية‪ ،‬استقروا بالمنطقة (بالسلم‬          ‫مقبرة لدفن الموتى من أهل الجزيرة العربية‪ ،‬فإنه‬
‫أو بالقوة) وأصبحوا بحارة مقتدرين‪ .‬وربما كانت‬          ‫يرى بأن اعتقاده هذا راجع لعدم معرفته بوجود‬
‫جزيرة البحرين ومجتمعات الجزيرة العربية تحت‬            ‫تلال مدافن شبيهة بما هو منتشر في مملكة‬
‫إمرة شيخ أو ملك‪ .‬ولا بد أنهم استوعبوا بعض‬             ‫البحرين على الساحل المقابل لها في الجزيرة‬
‫الأفكار العقائدية التي كان يدين بها الدلمونيون‬        ‫العربية‪ ،‬وتقع تلك التلال في منطقة الأحساء‪ .‬ولقد‬
‫الأقدمون‪ .‬ويفترض بأنهم ينتمون إلى قبيلة‬               ‫سمحت له الظروف فتح بعض تلك التلال‪ ،‬وتأكد له‬
‫أجاروم ‪ ، 20‬التي ذكرت في النص المسماري الذي‬           ‫بأنها تشبه نظيرتها في جزيرة البحرين من ناحية‬
‫عثر عليه ديوراند‪ ،‬وإنها ربما كانت تشير إلى قبيلة‬
‫عربية قديمة ج ًدا كانت تسكن في شمال شرقي‬                                                      ‫التخطيط ‪. 17‬‬
‫الجزيرة العربية‪ .‬واسم هذه القبيلة على ما يبدو‬         ‫ويعتقد كورنوول أن الأواني الفخارية ذات القواعد‬
‫بقى في هجر‪ ،‬وهو اسم كثي ًر ما كان يستخدم‬              ‫الدائرية وأواني قشور بيض النعام التي اكتشفت‬
‫في العصور الوسطى ليدل على الأحساء وجزيرة‬              ‫في تلال المدافن‪ ،‬تشير إلى الأصول الترحالية‬
‫البحرين؛ ويعرف بنو هجر في العصور الحديثة‬              ‫للجنس البشري الذي قام ببنائها‪ ،‬وإذا كانت‬
‫بالهواجر‪ ،‬وهم أبناء قبيلة كبيرة تعيش في‬               ‫مدافن التلال قصد منها أن تواجه البلاد التي قدم‬
‫الجزيرة العربية قبالة مملكة البحرين‪ .‬وافترض بأن‬       ‫منها بناتها‪ ،‬فإن ذلك دليل على أن بناتها كانوا‬
‫ريموم صاحب القصر الذي يتحدث النص عنه‪ ،‬لم‬
                                                                             ‫من سكان الجزيرة العربية ‪. 18‬‬
                                                      ‫ولقد قام كورنوول أثناء وجوده في مملكة البحرين‬
                                                      ‫والمملكة العربية السعودية؛ بقياس أحجام عدة‬

‫‪146‬‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151