Page 138 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 138

‫سمات وخصائص‬

‫المعابد الآتية‪ :‬أوام في مأرب‪ -‬معبد حريضة في‬              ‫والحياة الدينية مرت بمراحل تطور تنوعت بين‬
‫حضرموت‪ -‬معبد ود في قرية الفاو ‪ -‬معابد معين‬               ‫أرجائها‪ ،‬وتداخلت أحيانًا بين مناطقها‪ .‬ففي‬
‫و شبوة في جنوب الجزيرة العربية‪ ،‬ويعود هذا‬                ‫بداية الأمر كانت عبادة الأحجار والأشجار والكهوف‬
                                                         ‫والينابيع وتقديسها تمثل حياة البداوة المتسمة‬
           ‫الأسلوب إلى القرن الخامس قبل الميلاد‪.‬‬         ‫بعدم الاستقرار‪ ،‬وذلك من مفهوم ما توحيه تلك‬
‫أما الأسلوب الأخر فقد ظهر في فترة لاحقة حيث‬              ‫الأشياء المادية من أفكار وفوائد‪ ،‬والمرحلة الثانية‬
‫أصبحت الحواف خشنة بينما الوسط أملس‪،‬‬                      ‫تمثلت في عبادة نظام كوكبي عرفته مجتمعات‬
‫وأصبحت الجدران مزدوجة بدلاً عن فرديتها‪ ،‬فتكون‬            ‫جنوب الجزيرة يتمثل بالقمر معبودًا رئيسًا مذكرًا‬
‫الواجهات من أحجار متسقة وفي الوسط أحجار‬                  ‫والشمس مؤنثًا وابنهما الزهرة‪ ،‬فالقمر عند‬
‫غير مهندمة مغطاة بملاط في الوسط‪ ،‬ومن أبرز‬                ‫السبئيين (المقه) وعند المعينيين (ود) والشمس‬
‫أمثلة لهذه المعابد معبد إلقمه في مأرب وجدار‬              ‫(ذات حميم) عند السبئيين‪ ،‬ونكرح عند المعينيين‪،‬‬
‫معبد أوعال صرواح في صرواح‪ ،‬ومعبد ذات بعدان‬               ‫والزهرة عند المعينيين (عثتر) يماثل عشتار‬
‫في حجة‪ ،‬واستمر هذا الأسلوب حتى بداية العصور‬              ‫الفينيقية‪ ،‬وعبادة هذا الثالوث تمثل مجتمعًا رعويًا‬
‫الميلادية‪ ،‬وقد استعمل ربط الجدران كأوتاد‬
‫لرفع العوارض والسقوف والعتبات ذات الأخاديد‬                         ‫أكثر من أن يكون مجتمعًا زراعيًا مستقرًا‪.‬‬
‫والسطوح الملساء والأعمدة الضخمة كعوارض‬                   ‫وتمثلت المرحلة الثالثة في عبادة الشمس التي‬
‫للسقف‪ ،‬ولم يظهر أي دليل على استعمال الأقواس‬              ‫تعكس أساسًا تفكير مجتمع زراعي مستقر‪.‬كما‬
‫كسقوف لعمارة المعابد؛ وفي الشمال استعملت‬                 ‫أن القسم الشمالي للجزيرة العربية القريب من‬
‫القوائم الخشبية كأسقف وقد اتبعت تلك الأساليب‬             ‫حضارة مصر وبلاد الرافدين وكلاهما حضارة زراعية‬
‫في وسط الجزيرة العربية كما هو في معبد سن‬                 ‫قد اصبحت الشمس معبودًا رئيسًا لدى الأنباط‬
‫‪ /‬شمس في الفاو‪ ،‬كما إ ّن بعضًا من معابد وسط‬
‫الجزيرة العربية غير مسقوفة مثل قدس الأقداس‬                                                         ‫والتدمريين‪.‬‬
‫في معبد خربة التنور فضل ًا عن معبد ود في قرية‬            ‫وجدير بالملاحظة أن بعض المظاهر والأشكال‬
                                                         ‫والأساليب المعمارية لهذه المعابد قد تشابهت في‬
                                                 ‫الفاو‪.‬‬  ‫أماكن مختلفة كما ظهرت بعض الاختلافات بينها‬
                                 ‫‪ - 2‬أشكال المعابد‪:‬‬      ‫تبعًا لاختلاف المناطق والمجتمعات في الجزيرة‬
‫ظهرت عدة مخططات للمعابد في الجزيرة العربية‪،‬‬
‫إلا أن السمة العامة لمعابد شمال الجزيرة العربية‬                               ‫وكذلك تبعًا للتأثيرات الخارجية‪.‬‬
‫هو المخطط المربع وهي ميزة للمعابد النبطية‬                ‫وسوف نقوم بذكر أهم تلك الخصائص والسمات‬
‫كما في معبد خربة التنور ومعبد اللات في وادي رم‪،‬‬          ‫لمعابد الجزيرة العربية بشكل عام على النحو الآتي‬
‫ومعبد الأسود ال ُمجنحة في البتراء ومعبد القصر‬
‫في البتراء‪ ،‬حيث كان الشكل المكعب ذا التخطيط‬                                      ‫طبقًا لأهمية كل سمة منها‪:‬‬
‫المربع يمثل الاتجاه العام لجميع معابد شمال غرب‬                                             ‫‪ - 1‬أساليب البناء‪:‬‬

                                      ‫الجزيرة العربية‪.‬‬   ‫كانت المباني الدينية المبكرة ُتبنى من قطع حجرية‬
‫أما في مناطق الجزيرة العربية الأخرى فلا يوجد‬             ‫كبيرة خشنة إلا أنها مرصوصة بجانب بعضها‬
‫مثال ثابت للتخطيط العام للمعابد‪ ،‬فكان معبد‬               ‫البعض وفي حالات نادرة تكون بشكل غير متسق‪،‬‬
‫آوام في مأرب مكون من ساحة مسورة أضيف لها‬                 ‫حتى أصبح هناك تطورًا في أساليب البناء بالمعابد‬
‫في فترة لاحقة رواق من أعمدة متقدمة أثرت في‬               ‫القديمة‪ ،‬فنجد التغير قد ظهر في قطع الحجارة‬
‫كثير من المعابد القديمة بجنوب الجزيرة العربية‪،‬‬           ‫المنحوتة بحواف مستوية ودون ملاط‪ ،‬ومتساوية‬
                                                         ‫المداميك فتكون في الحواف ناعمة الملمس‪ ،‬وفي‬
                                                         ‫الوسط خشنة‪ ،‬وقد ظهر هذا الأسلوب في كل من‬

‫‪138‬‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143