Page 139 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 139

‫سمات وخصائص‬

                ‫ُأفقية على الواجهات والسطوح العليا للمعابد‪.‬‬         ‫ويعد نجاح معماري فريد‪ ،‬وقد ظهر في معبد رصف‬
             ‫وظهر ذلك في معبد أوعال صرواح ومعبد تمنع‬                ‫عثتر ذو قبضم‪ -‬ومعبد إلمقه في المساجد؛ أما‬
             ‫ومدخل قاعة معبد آوام بمأرب‪ ،‬وفي بعض الأحيان‬            ‫معابد حضرموت فقد كانت ذا تخطيط مستطيل‬
             ‫كانت تستبدل زخارف رؤوس الوعول برؤوس ثيران؛‬             ‫الشكل كما يظهر في المعابد السبعة الواقعة في‬
             ‫وقد ظلت هذه الزخارف حتى تسللت إليها بعض‬                ‫منحدرات وادي عدم‪ ،‬إذ كان أحدهما مكرسًا لعبادة‬
             ‫المفاهيم والأفكار الدينية المرتبطة بآلهة الكروم‬
             ‫والنبيذ‪ ،‬حيث ظهرت زخارف الكروم كما في معبد‬                                                          ‫الإله سن‪.‬‬
             ‫سن‪ /‬شمس في قرية الفاو وفي معبد خربة التنور‪،‬‬            ‫من خلال ما سبق نجد أن معابد الجزيرة العربية‬
             ‫كما استخدمت في زخرفة معابد جنوب الجزيرة‬                ‫بشكل عام تظهر في تصميمها نظام قياسي‬
                                                                    ‫بعدي متناسق‪ ،‬ووحدات قياس ذات ُبعد موحد‪،‬‬
                      ‫العربية خاصة في العصر السبئي المتأخر‪.‬‬         ‫و ُي َعد هذا التطور وتوحد قياساتها على كفاءة‬
                                       ‫‪ - 5‬تشخيص المعبودات‪:‬‬
                                                                                                       ‫هندسية معمارية‪.‬‬
             ‫أضفى القدماء على آلهتهم شكل ًا إنسانيًا كما‬                                              ‫‪ - 3‬أماكن المعابد‪:‬‬
             ‫هو الحال في بلاد الرافدين وأسيا الصغرى ومصر‪،‬‬           ‫لقد كان اختيار أماكن بيوت المعبودات في الجزيرة‬
             ‫واليونان في فترة متأخرة‪ ،‬ويبدو أن هناك ميل ًا إلى‬      ‫العربية يتقرر من خلال عدة عوامل محددة مثل‬
             ‫تلك الممارسة خلافًا للممارسة في الديانات الشرقية‬       ‫الموقع ذو المغزى الديني والإيحاء والأهمية الدينية‪،‬‬
             ‫والغربية‪ ،‬يبدوا أن هناك ميل ًا إلى تلك العادة؛ وفي‬     ‫وكذلك الموقع في نطاق المجموعة السكنية‪،‬‬
             ‫الجزيرة العربية فيبدو أن الأمر كان واضحًا أكثر من‬      ‫والموقع على الطرق التجارية الرئيسة؛ فنجد أن‬
             ‫المناطق الأخرى وخصوصًا في شمال الجزيرة العربية‪،‬‬        ‫موقع معبد آوام والمساجد في مأرب يمثلان‬
             ‫حيث عثر في شمال ووسط الجزيرة العربية على‬               ‫العاملان الأول والثالث‪ ،‬ويتمثل العامل الثالث‬
             ‫عدد من التماثيل والبعض منها تماثيل نصفية‪،‬‬              ‫بوضوح في معابد اللات في وادي رم‪ ،‬وفي معبد‬
             ‫كما عثر على عدد كبير من تماثيل الحيوانات مثل‬            ‫خربة التنور‪ ،‬وربما المعابد السبعة في حضرموت‪.‬‬
             ‫الإبل والثيران والوعول و رؤوس الجمال والأيدي‬                                         ‫‪ - 4‬الزخارف المعمارية‪:‬‬
             ‫والأرجل‪ ،‬وتشير كل تلك التماثيل بوضوح إلى‬               ‫شكلت الخطوط الهندسية المستقيمة الزخارف‬
             ‫الابتعاد عن التشخيص في جنوب الجزيرة العربية‬            ‫الأساسية في معابد جنوب الجزيرة العربية خاصة‬
                                                                    ‫في تصميم واجهات بيوت المعبودات‪ ،‬ويبدوا‬
                                                         ‫ووسطها‪.‬‬    ‫جليًا في التفصيلات المعمارية لسطوح الواجهات‬
             ‫كما نلاحظ أن الأنباط قد درجوا على تصوير صنم‬            ‫والعوارض التي ُصممت بأسلوب هندسي ذات‬
             ‫معبودهم على شكل نصب حجري كما في‬                        ‫سطوح مرتدة تمثل تلاعبًا في عملية الظل والضوء‬
             ‫معبودهم ذو الشرى‪ ،‬وقد ظهر ذكر الصنم في‬                               ‫والتي نراها في واجهات مدائن صالح‪.‬‬
             ‫النقوش النبطية القديمة بمعنى (مصب‪ ،‬نصب‪،‬‬                ‫ومن ابرز المواضيع الشائعة في وسط وشمال‬
                                                                    ‫وجنوب الجزيرة العربية هي النوافذ المصطنعة‬
                                                            ‫نصبة)‪.‬‬  ‫ذات المسننات ال ُأفقية والتي تظهر في جدار معبد‬
                                ‫‪ - 6‬المذابح والمباخر و المجامر‪:‬‬     ‫آوام بمأرب وفي درج معبد ود في قرية الفاو؛ كما‬
             ‫شكلت المباخر والمجامر أدوات شعائرية لدى مجتمع‬          ‫استخدمت الكتابة كعنصر زخرفي مدروس بعناية‪،‬‬
             ‫الجزيرة العربية وطرازًا مبكرًا مألوفًا في الجزيرة‬      ‫كما تم إدخال الزخرفة الحيوانية المتمثلة في‬
             ‫العربية بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص‪،‬‬                  ‫رؤوس الوعول والذي استعمل على شكل أفاريز‬
             ‫وهي عبارة عن كتلة مربعة من الحجر‪ ،‬وأحيانًا من‬
             ‫اللبن المشوي‪ ،‬لها أربع أرجل بسيطة مثلثة الشكل‬

                                                                    ‫‪139‬‬
   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144