Page 30 - DILMUN NO 20
P. 30
ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲﻟﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺍﻡ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﻛﺰﺓ ﻍ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺎﻔﻟﺭﺱ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻘﻄﻨﻣﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺄﻮﻣﺭﻢﻫ ﻭﺎﻀﻗﺎﻳﻢﻫ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ
ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺑﺠﺲ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﺸﺑﺄ ﺎﻥﻘﻣﻭﻣﺔ ﺍﺮﺒﻟﺎﻐﺗﻦﻴﻴﻟ ﺇﻰﻟ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻷﻭﻝ
(ﻋﺒﺎﺱ ﻛﺒﻴﺮ) ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻮﻥ ﻭﻦﻜﻤﺗ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻫﺮﻣﺰ 2ﻋﺎﻡﻡ 1622ﻭﻟﻌﺐ
ﻋﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻷﻛﺒﺮﻫﺬﻩﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ
ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻬﺎﺭﺗﻬﻢ ﻭﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﻍ ﺃﻮﻣﺭ ﺍﺮﺤﺒﻟ،
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻦﺴﺣ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻓﺎﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎﻫﻢ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺣﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﺐﻌﺸﻟ ﺍﺎﻤﻜﻟﻲﻧ ﻋﺎﻧﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺧﺎﺻﺔ 2ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺖ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ
ﺍﻻﺣﺘﻻﻝ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻭﻥ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻘﺰﻝ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﺎﻔﻃﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ .ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ
ﺑﺎﻧﻴﻜﺎﺭ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺣﻴﺚ ﺗﻄﺮﻕ ﻍ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺃﺎﻴﺳ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ« ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ
ﻏﻤﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕﻭﺍﻟﺨﻻﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﺒﻬﺎﻧﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻷﺑﺎﺿﻲ ،ﻓﺎﻷﺑﺎﺿﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺮﺸﺑﻁ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ • .ﺇﻟﺦ .ﻭﺇﺫﺍ ﺧﺎﻟﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻓﻴﺠﺐ
ﻋﺰﻟﻪ ،ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻗﺪ ﺳﺌﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻬﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﺗﻬﻤﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ
ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻻﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺿﺪ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻭﻇﻬﺮﺕ
ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﻭﺩﻭﻳﻻﺕ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻇﻬﺮﺕ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻴﻌﺎﺭﺑﺔ 2ﻋﺎﻡﻡ 1624ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﻦ ﻣﺮﺷﺪ ﺍﻟﻴﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻳﻌﻪ ﺍﻟﻜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺇﻣﺎﻣ ًﺎ ﻋﻠﻰ
ﻛﻤﺎﻥ.
ﻟﻘﺪ ﻭﺍﺟﻪ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﻦ ﻣﺮﺷﺪ ﺍﻟﻴﻌﺮﺑﻲ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺟﻤﺔ ﻭﻣﻬﻤﺎﺕ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﺃﺻﻌﺒﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻏﻤﺎﻥ
ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺑﻻﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻻﻝ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ