Page 41 - DILMUN NO 20

‫ﺃﺎﺛﺭ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ‬

‫ﻭﺎﻛﺖﻧ ﺍﻻﺧﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻍ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩﺓ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ‬
‫ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻑ ﻣﻄﺮﺡ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻧﻲﺀ ﻋﻤﺎﻥ‪.‬‬

‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﺄﻢﻬﺒﻠﻏ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺫ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ (") ﻭﺃﺎﻣ ﺍﻻﻫﺎﻟﻲ ﻓﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﺗﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ‬

‫ﺟﻴﻻً ﺑﻌﺪ ﻞﻴﺟ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻑ ﺍﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ (‪.)2‬‬
‫ﺍﻟﻘﻻﻟﻴﻒ‪،‬‬

‫ﻧﻈﺮﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺎﻨﺑﺀ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ‪ 2‬ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭﺍﻟﺰﻣﻦ ﻋﺎﺋﻻﺕ‬
‫ﺑﺄﺎﻬﻠﻤﻛ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺍﺭﺛﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺃ ًﺑﺄ ﻋﻦ ﺪﺟ‪،‬ﻭﻢﻫ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬

‫ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻍ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻋﻠﻰ ﻢﻬﺘﻤﻴﺴﺗ‪» :‬ﺍﻻﻘﻟﻒﻴﻟ«‪ ،‬ﻭﻣﻔﺮﺩﻫﺎ‪» :‬ﻻﻗﻑ‪.)3( ,‬‬
‫ﻭﺍﻟﻘﻻﻓﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻑ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺧﻻﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻐﻮﺹ‬

‫‪ 2‬ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪،‬‬
‫ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻻﻟﻴﻒ‪ ،‬ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻻﻤ ًﻋ ﻳﺴﻴﺮ ًﺍ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎﻥﻋﻤﻻً ﺷﺎﻗًﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺒﻨﺎﺋﻴﻦ‪ ،‬ﺑﺠﺪ‬
‫ﻭﻧﺸﺎﻁ ﻣﻦﻮﻠﻃﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ‪ ،‬ﻭﺭﻏﻢ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻟﻢ‬
‫ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺳﻮﻯ ﻣﺎﺗﻮﺍﺭﺛﻮﻩ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺍﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺒﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﺮﻃﺍﺯ‪ ،‬ﻍ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎً‪ ،‬ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻍ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺧﺒﺮﺗﻬﻢ‬

‫ﻭﻣﻬﺎﺭﺗﻬﻢ ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻬﻢ ﻭﺗﻔﺎﻧﻴﻬﻢ ‪ 2‬ﺍﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬

‫(ﺃ) ﻣﺎﻳﻠﺰ‪،‬ﺍﺪﺼﻤﻟﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪٠٣٤١‬‬
‫(‪ )2‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ‪ ،‬ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻷﻟﻰ ‪ 2‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﻭﺍﻝ‪ ،‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺸﻤﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ‪ ١٩٩٤‬ﻡ‪ ،‬ﺹ‪٠ ٦١‬‬
‫(‪ )3‬ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻻﻓﺔ ﻭﺍﻟﻘﻻﻟﻴﻒ ﻭﺩﻭﺭﻫﻢ ‪ 2‬ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻧﻈﺮ‪ :‬ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺸﻤﻻﻥ‪ ،‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻐﻮﺹ‪ ،‬ﺝ'‪ ٠‬ﺹ ‪٠٤٦٧٠٤٦٣‬‬