Page 46 - Dilmun 27
P. 46
نُقُ وش كوفيّ ة
مصر والحجاز ( ،)5كذلك فإن الجانب وإضافة إلى أهم ّية سيناء الكبيرة كأحد
الغربى لشبه جزيرة سيناء كان له أهم ّية طرق الحج المه ّمة لك ّل من المسلمين،
كبرى في بعض الفترات التاريخية طريقاً والمسيحيين على السواء؛ فإن لها أهم ّية
مهماً لمرور التجارة إلى القطر المصري أخرى ،وهي أن سيناء كانت واحدة من
وأن المحصولات التي كانت تأتي من مراكز الهجرات البشرية؛ وذلك بصفتها
المحيط الهندي وجنوب بلاد العرب قنطرة مه ّمة تصل شمال بلاد العرب،
فتخزن في موانئ البحر الأحمر الغربية، وما يدور في الهلال الخصيب وما حوله،
التي كانت في تلك الفترة تنقل بالمراكب ووادي النيل الخصيب من جهة أخرى،
إلى ميناء الطور لتحملها القوافل إلى ومن أهم تلك الموجات البشرية التي غزت
القطر المصري ،يظهر من ذلك أهم ّية سيناء في الفترات القديمة في طريقها
ميناء الطور الذى ظهر منافساً لميناء إلى الدلتا الخصبة كانت الهجرات
السويس من جهة ،ومينائي عيذاب، السامية التي وصلت لسيناء منذ أزمنة
والقصير من جهة أخرى ،مدة النصف سحيقة تعود لعهد الفراعنة( ،)4أو
الأول للقرن الخامس الهجري /الحادي الهجرات غير السامية التي انحصرت
عشر الميلادي( ،)6وعليه فقد كانت تمر في الركن الشمالي الشرقي لشبه جزيرة
في سيناء حركة تجارية كبيرة بين كل من سيناء ،كما امتازت سيناء بموقع تجاري
بلاد النهرين ،والشام( ،)7وشمال بلاد مهم ،إذ تحتل هي وجنوب فلسطين أو ما
العرب من جهة ،وبين وادي النيل من يعرف باسم «إقليم النقب» قطاعاً مهماً
جهة أخرى ،كما كان لموجات الجفاف، في هذا الوسط الجغرافي ،وهي حلقة
الوصل ليس فقط بين مصر والهلال
والمطر تأثيرها الواضح. الخصيب ،بل بين شبه جزيرة العرب
ومدينة طور سيناء تقع على ساحل والبحر المتوسط تجاريا ،وكان هذا
خليج السويس في البحر الأحمر، الطريق التجاري الجنوبي ينشط بصفة
وتبعد عن القاهرة حوالى 450كم ،وهي خاصة عندما تسوء الأحوال بالنسبة إلى
مدينة قديمة ع ّدها البعض «رفيديم» طريق «تدمر» الشمالي ،وقد استعمل
التي ذكرت في التوراة على إنها احدى هذا الطريق خلال فترة الحروب
المحطات التي استقر بها نبي الله موسى الصليبية طريقاً للحج والمواصلات بين
أثناء خروجه ببني إسرائيل ( ،)8وكانت
44