Page 51 - Dilmun 27
P. 51

‫نُقُ وش كوفيّ ة‬

                 ‫وعبد الله بن قيس بن خالد بن الحارث‬       ‫عدا إهمال الكاتب لحرف ألف المد‬
                                                          ‫الوسطى كما في كلمة (ثلثن ‪ -‬ثلاثين‪،)3:‬‬
                 ‫بن ســواد‪ ،‬وســهل‪ ،‬وســهيل‪ ،‬ابني رافع‬    ‫ويعد هذا الإهمال من الظواهر الخطية‬
                                                          ‫النبطية التي استمرت في الخط‬
                 ‫بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم‬      ‫العربي‪ ،‬اضافة إلى خطأ إملائي بسيط‬
                                                          ‫في سقوط نبرة الياء من كلمة (ثلثن ‪-‬‬
                 ‫بن مالك‪ ،‬ولهما كان المربد الذي بنى‬
                 ‫فيه رســول الله ‪ -‬صلى الله عليه وســلّم‬                             ‫ثلثين‪.)3:‬‬
                 ‫‪ -‬مســجده (‪ ،)21‬وبذلك فهو ينســب إلى‬     ‫وقد بدأ النقش بعبارة (الله ثقة)‪،‬‬
                                                          ‫وهي عبارة دعائية تطلب الثقة من‬
                 ‫إحــدى القبــائل‪ ،‬أو أن تكون عفراء‪:‬‬      ‫الله ســبحانه وتعالى‪ .‬وقد وردت نفس‬
                                                          ‫التركيبة مع اختلاف بســيط في نقش‬
                 ‫بفتح أوله وســكون ثانيه والمد هي تأنيث‬   ‫مؤرخ بعام ‪170‬هـ‪ ،‬باسم عاتكة بنت زياد‬
                                                          ‫بمنطقة الفريش بالجزيرة العربية (‪،)19‬‬
                 ‫الأعفر والعفرة البياض ليس بناصع‬          ‫وتلاها في نفس الســطر اســم صاحب‬
                                                          ‫النقش؛ حيث ورد بتركيبة أحادية (ركيز‬
                 ‫ولكنه يشبه لون الأرض ومنه ظبي أعفر‬       ‫بن عفرا)‪ ،‬ويبدو من هذا التركيب إن‬
                                                          ‫ركيز هذا هو صاحب النقش وقد يكون‬
                 ‫وظبية عفراء‪ .‬وعفراء حصن من أعمال‬         ‫هو نفســه منفذ الكتــابة‪ ،‬إلا إنه عادة ما‬
                 ‫فلســطين قرب بيت المقدس(‪ ،)22‬وهو‬         ‫ترد كلمة (كتب) سابقة لاسم الشخص‬
                                                          ‫القائم بتنفيذ الكتــابة‪ ،‬ويعد أبي بن كعب‬
                 ‫في ذلك يكون منســوبا إلى أحد الأماكن‬     ‫هو أول َم ْن كتب تلك العبارة في آخر كتبه‬
                                                          ‫(وكتب فلان) (‪ ،)20‬وشــخصية (ركيز بن‬
                 ‫وليس إلى قبيلة‪ ،‬وينتهي النقش بإثبات‬      ‫عفرا) لم تســعفني المصادر في التعرف‬
                                                          ‫على ترجمة خاصة به؛ وذلك نتيجــة‬
                 ‫التاريخ وهو (‪35‬هـ ‪655 -‬م) محصــورا‬       ‫لاختزاله الاســم وعدم إثباته لأســم‬
                                                          ‫الجد أو العائلة إلا انه قد ينســب إلى‬
                 ‫بين كلمــة (سنه) وهي عادة وجدت في‬        ‫بني عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبد‬
                 ‫العديد من النقوش الصخرية المبكرة(‪)23‬‬     ‫بن ثعلبة بن غنم بن مالك؛ وابن عمهم‪:‬‬
                                                          ‫النعيمان بن عمرو بن رفاعة المضحك‪،‬‬
                 ‫والتي يقوم الكــاتب فيها بحصر التــاريخ‬

                 ‫ما بين كلمتي ســنة وخــاصة اذا ما جاء‬

                 ‫التــاريخ في نهاية النص كتحديد لنهاية‬

                 ‫النص وعدم وجود كتــابـة بعده‪ ،‬أو‬

                 ‫انه نوع من الاهتمام بالتاريخ؛ وبذلك‬

                 ‫يعد هذا النقش من النقوش المه ّمة‬
                 ‫حيث يرجع للنصف الأول من القرن‬

                 ‫الأول الهجـــري‪ ،‬ويع ّد ثاني أقدم نقش‬
                 ‫صخري في مصر بعد نقش الحجري‬
                 ‫والمؤرخ ب‪31‬هـ (‪ ،)24‬وتقريبا خامس‬

                 ‫أقدم نقش عربي كوفي في العالم العربي‬
                                       ‫حتى الآن(‪.)25‬‬

                 ‫‪49‬‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56