Page 16 - Dilmun 26

‫العلاقة الزوجية‬

‫العلاقة الزوجية‬
‫وحقوق المرأة في العراق القديم‬

‫د‪ .‬قصي منصور ال ُتركي‬

‫المقدمة‪:‬‬‫‪،،‬‬
‫إن أغلب الدراسات التي تناولت موضوع العلاقة الزوجية‪،‬‬
‫وتكوين الأسرة في الحضارات القديمة‪ ،‬كانت تشكو قلة الأدلة‬
‫المادية‪ ،‬والكتابية الكافية؛ لمعرفة مكانة المرأة‪ ،‬وطبيعة‬
‫العلاقة الزوجية‪ ،‬والحقوق التي منحتها القوانين للمرأة كزوجة‪،‬‬
‫وحتى المعلومات المتاحة حول الموضوع كانت مبعثرة هنا‬
‫وهناك من دون حصر لمجمل ما يمكن أن يثبت لنا بان للعلاقة‬
‫الزوجية في بلاد الرافدين قد تناولتها القوانين بما يكفي؛ لأن‬
‫تحتل دورا مهما في قيام الحضارة‪ ،‬وبناء الأسرة‪ ،‬وعلى مختلف‬

‫الأصعدة‪ ،‬والمستويات الاجتماعية‪ ،‬وهذا ما سوف نتناوله في‪،،‬‬
‫دراستنا هذه في خمسة مطالب‪.‬‬
‫الإشارة الجسدية الظاهرة لكلا‬ ‫المطلب الأ ّول‪ :‬مكانة المرأة في المجتمع‬
‫الرافديني‬
‫الجنسين؛ فالعلامة الصورية للأنثى‬
‫تشير الأدلة في الكتابة المسمارية أن‬
‫البالغة‪ ،‬من منتصف الألف الرابع قبل‬
‫الميلاد كانت تلفظ «‪ »MI‬وتعني امرأة‬ ‫التمييز في اللغة السومرية‪ ،‬والأكد ّية‬
‫بشكل عام؛ وهي علامة دالة تسبق‬ ‫بفرعيها الأشوري‪ ،‬والبابلي كان واضحا‬

‫أسماء الإناث‪ ،‬ويقابلها في اللغة الأكدية‬ ‫وجليا بين الرجل والمرأة‪ ،‬فقد حددت‬
‫«‪ ،»sinništu / amultu‬أ ّما الزوجة‬
‫فتلفظ «‪ »DAM‬ويقابلها في اللغة‬ ‫العلامات المسمارية في المرحلة الصورية‬

‫هيئة كل من الرجل والمرأة‪ ،‬بموجب‬

‫‪15‬‬