Page 19 - Dilmun 26
P. 19

‫العلاقة الزوجية‬

‫خاص‪ ،‬فهل يمكن القول إن التشريعات‬        ‫وبذلك يكون معنى العلامة ‪« :‬اله داخل‬
‫القديمة بأصالتها قد أ ّثرت على‬          ‫البيت»‪ ،‬وبمعنى آخر رب داخل البيت‪)5(.‬‬
‫التشريعات المعاصرة في صدور موادها‬
                                        ‫وهذا يقربنا من مهنة المرأة التي لا تعمل‬
                         ‫القانونية؟‪.‬‬
                                        ‫في زماننا هذا‪ ،‬إذ ننعتها بربة البيت على‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبقات المجتمع‬
                         ‫الرافديني‪:‬‬     ‫الرغم من مرور أكثر من أربعة آلاف‬

‫من الأمور التي يجب ذكرها بداية‪،‬‬         ‫عام على تلك التسمية‪ .‬بل إن كلمة‬
‫هي أن النظام الطبقي في المجتمعات‬
‫القديمة كان سائدا ليس في بلاد‬           ‫حرية الأكثر أهمية في تاريخ البشرية‬
‫الرافدين فحسب‪ ،‬بل في أغلب‬
‫مجتمعات العالم القديم‪ ،‬وحتى في‬          ‫القديم والحديث‪ ،‬مرتبط بالمرأة الأم‪،‬‬
‫العصور الكلاسيكية؛ لذا فإن تقسيم‬
‫الطبقات الاجتماعية استناداً إلى‬         ‫وتلفظ باللغة السومرية «أمارگي‪»4‬‬
‫القوانين الرافدينية القديمة يقدم لنا‬    ‫(‪ ،)AMA.AR.GI4‬وهذه الكلمة تتألف‬
‫ثلاثية طبقية تتمثل في «الأحرار» (آويلم‬  ‫من ثلاثة مقاطع‪ ،‬الأول ويلفظ «‪»AMA‬‬
‫‪)Awilum‬؛ أي شخص‪ ،‬سواء كان رجل ًا‬        ‫ويعني الأم‪ ،‬والمقطع الثاني يلفظ «‪»AR‬‬
‫أو امرأة من رعايا المملكة‪ ،‬ثم طبقة‬      ‫وهو حرف جر بمعنى «إلى» والمقطع‬
‫«الموشكينو»( ُمشكينم ‪ )Muškenum‬وهم‬      ‫الثالث يلفظ «‪ »GI4‬ويترجم إلى «يعود»‬
‫الأفراد من ذوي الإمكانات الاقتصادية‬     ‫أو «العودة» وبذلك يكون معنى الكلمة‬
‫المحدودة‪ ،‬وبمعنى أدق مواطن أو فرد‬
‫من عامة الناس‪ ،‬وتقابل المفردة العربية‬   ‫كاملا «العودة إلى الأم»‪ ،‬فعودة الأشياء‬
‫«مسكين» من حيث الصياغة والاشتقاق‬
‫وربما المعنى‪ ،‬أما الطبقة الأخيرة فهم‬    ‫إلى أصولها أو النفس البشرية إلى الأم‬
‫العبيد ويع ّبر عنهم بالمصطلح الأكدي‬                  ‫بمثابة منحها الحرية‪)6(.‬‬
‫«ور ُدم» (‪ )Wardum‬بالنسبة إلى الذكر‬
‫ومصطلح «أمتُم» (‪ )Amtum‬عن الأنثى‪،‬‬       ‫لقد خلقت الوقائع أعلاه‪ ،‬افتراضا‬
‫وتقابل لفظة الأمة في اللغة العربية‬
‫قولا ومعنى‪ )8(،‬وهذه الثلاثية لم تكن‬     ‫مقبولا حول وجود أسبقية للمرأة في‬

                                        ‫تلك الأزمنة الموغلة في القدم‪ ،‬حتى أن‬
                                        ‫عدداً من الباحثين وصف تلك الحقبة‬

                                        ‫من التاريخ بعصر سيطرة المرأة‪ ،‬أو‬
                                        ‫الأم (‪ )Matriarchy)،(7‬ثم ما لبث‬
                                        ‫أن ظهرت النظم‪ ،‬والحقوق‪ ،‬وتقسيم‬

                                        ‫العمل‪ ،‬مع تكون الملكية الفردية وتكون‬

                                        ‫سلطة الحكم وقيام مؤسسات الدولة‪،‬‬

                                        ‫التي أوجدت القوانين التي ت ّسير شئون‬
                                        ‫الحياة بشكل عام وشئون المرأة بشكل‬

                                        ‫‪18‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24