Page 25 - Dilmun 26
P. 25

‫العلاقة الزوجية‬

‫أم بالنسبة إلى حق الابن المتبنى‪ ،‬فقد‬     ‫«اذا كرهت امرأة زوجها؛ وقالت»‬
‫حددت القوانين الأطراف الثلاثة‪ ،‬وهم‪:‬‬      ‫لاتأخذني»‪ ،‬يقرر ماضيها في الحي؛‬
‫والد الطفل‪ ،‬ووالدته‪ ،‬أو المسئول عنه‬      ‫فإذا كانت محافظة وليس عندها خطأ‬
‫إذا كان لقيطا ثم متبنيه‪ ،‬ولكي يكون‬       ‫وزوجها يخرج كثيرا‪ ،‬ويحط من شأنـــها‪،‬‬
‫الطفل ابنا لرجل غير والده الطبيعي؛‬       ‫فلا يوجد عقوبة لتلك المرأة وستأخذ‬
‫فلابد من وجود عقد قانوني أمام عدد‬        ‫جهازها‪ ،‬وتذهب إلى بيت أبيها»‪)20(.‬‬
‫من الشهود مبينا فيه حقوق وواجبات‬         ‫ومثلما كان للزواج تقاليد وقوانين‪ ،‬فقد‬
                                         ‫كان للطلاق قوانين تحكمه في مجتمع‬
    ‫كل من الطفل‪ ،‬ووالديه المتبنين له‪.‬‬    ‫بلاد الرافدين‪ ،‬ومن بين أهم بنود هذه‬
‫ومن الجدير ذكره أن من لم يرزقوا‬          ‫القوانين هو تحرير عقد مكتوب يبين‬
‫بأولاد أو أولئك الذين أرادوا زيادة‬       ‫فيه الزوج رغبته بالطلاق بقرار من‬
‫عدد الأفراد العاملين في الأسرة‪ ،‬ومن‬      ‫المحكمة بشكل رسمي‪ ،‬ويعطيها حق‬
‫يحسبون لشيخوختهم واحتياجهم لمن‬           ‫الزواج مرة ثانية من غيره‪ ،‬ويبدو أن أمر‬
‫يرعاهم عند الكبر‪ ،‬كل هذه الأمور تعد‬      ‫الطلاق قد وجد له صدى رسمي حتى‬
‫من موجبات التبني في الفكر الاجتماعي‬      ‫قبل صدور القوانين الأولى الرسمية في‬
‫الرافديني القديم‪ ،‬الذي يقصد به إيجاد‬     ‫العالم‪ ،‬فمن إصلاحات الملك السومري‬
‫علاقة البنوة بين المتبني والمتبنى‪ ،‬علما‬  ‫«اوروكاجينا»(ارو‪.‬انم ﮔينا) نجد أنه‬
‫إن المصطلح الخاص بالتبني في اللغة‬        ‫كان على الرجل الذي يريد تطليق‬
‫الأكدية هو «مارتو» (‪ )Marutu‬وحرفيا‬       ‫زوجته أن يدفع للحاكم ‪ 5‬شيقلات من‬
                                         ‫الفضة‪ ،‬وشيقلا واحدا إلى كبير الدائرة‬
                     ‫تعني الابن‪)22(.‬‬     ‫(المحكمة)؛ وبذلك يمنح شهادة تثبت أن‬
‫وتشير بعض الوثائق المسمارية أن‬
‫التبني لم يكن مقتصرا على الأطفال‪ ،‬بل‬            ‫زوجته قد أصبحت مطلقة‪)21(.‬‬
‫كان من الممكن تبني الكبار (من الذكور‬                                     ‫ ‬
‫والإناث) فكان بعض المسنين يتبنون‬
‫رجلا بالغا أو امرأة بالغة؛ ليقوموا‬       ‫المطلب الرابع‪ :‬التبني في العائلة‬
‫بخدمتهم‪ ،‬وإقامة مراسيم دفنهم بعد‬                           ‫العراقية القديمة‪:‬‬
‫وفاتهم‪ ،‬ولهم أن يرثوا أملاكهم من‬
‫بعدهم‪ )23(.‬وعلى المتبني أن يلتزم كما‬     ‫لا يمكن أن يستثنى التبني سوا ًء بالنسبة‬
‫تعهد في العقد بمعاملة المتبنى بالحسنى‬    ‫إلى حقوق المرأة المدنية التي يكفلها‬
‫كابن طبيعي له‪ ،‬وتعطي المادة رقم ‪190‬‬      ‫القانون لها في تكوين أسرة‪ ،‬تجاه من‬
                                         ‫تتبناه وتربيه وكأنه طفلها الحقيقي‪،‬‬

                                         ‫‪24‬‬
   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30