Page 93 - Dilmun 26
P. 93

‫مراجعات الكتب‬

‫وهناك أل ّم ج ّيداً باللغة التركية‪ ،‬واللغة‬  ‫البربر»‪ ،‬إذ استولى الأسطول على جزر‬
‫العربية‪ ،‬ثم عبر آسيا الصغرى وسط‬             ‫(قرقنة) التونسية في خليج قابس‪.‬‬
‫تركيا إلى مصر‪ ،‬واتجه إلى جبل سيناء‬          ‫بعد ذلك‪ ،‬وبسبب خيبة أمله في إقامة‬
‫المق ّدس‪ ،‬ومنه إلى أرض فلسطين‪ .‬ثم‬           ‫علاقة غرامية مع فتاة إيطالية؛ وكعادة‬
‫زار القدس‪ ،‬ودمشق‪ ،‬وحلب‪ ،‬وبغداد‪،‬‬             ‫الأوروبيين المتدينين في تلك الحقبة في‬
‫ثم إلى عانة على نهر الفرات والحلة ثم‬        ‫هروبهم من مشكلاتهم إلى الانغماس‬
‫بابل‪ .‬وفي طريق عودته إلى بغداد مرة‬          ‫في الخدمة الدينية ليتناسوا همومهم؛‬
‫أخرى؛ تعرف على فتاة أشورية مسيحية‬           ‫رحل إلى مدينة نابولي وتولى القيام‬
‫تُدعى معاني (‪ ،)Maani Gioerida‬من‬            ‫بعمل المسيحي الزائر للأماكن المقدسة‪،‬‬
‫مواليد مدينة ماردين على الحدود‬              ‫أي الحاج إليها‪ ،‬ومن هنا استحسن‬
‫العراقية التركية جنوباً؛ وتتكلم التركية‬     ‫لقب «‪ »Pellegrino‬أو الحاج‪ ،‬كما في‬
‫والعربية‪ ،‬فتزوجها في العام ‪ .1616‬وفي‬        ‫المفهوم الديني‪ ،‬ليعطي نفسه هالة دينية‬
‫إحدى رسائله إلى صديقه (ماريو)؛ كتب‬          ‫مق ّدسة في المسيحية‪ ،‬وأضافه بعد ذلك‬
‫بالتفصيل عن كيفية زواجه بهذه الفتاة‪.‬‬        ‫إلى توقيعه بشكل دائم‪ .‬وبسبب حالته‬
‫لاحقاً‪ ،‬توجه مع زوجته إلى بلاد فارس‪،‬‬        ‫النفسية التي عاشها بعد فشل علاقة‬
‫وكانت تحت حكم الشاه عباس الصفوي‬             ‫الح ّب تلك؛ بدأ (ب ّيترو ديللا ڤالي)‪،‬‬
‫آنذاك‪ .‬فزار همدان‪ ،‬وأصفهان‪ ،‬وعلم‬            ‫بالسفر في شهر يونيو من العام ‪1614‬؛‬
‫هناك بأن الشاه كان في معسكر بمنطقة‬          ‫بعد أن اقترح عليه صديقه الطبيب‬
‫بحر قزوين‪ ،‬ضمن حروبه المستمرة‬               ‫سيجنور ماريو (‪،)Signor Mario‬‬
‫ضد الدولة العثمانية‪ .‬فقرر زيارته في‬         ‫المتخصص في علم الأدوية؛ أن يتجه‬
‫معسكره والالتقاء به شخصياً‪ .‬استقبله‬         ‫للسفر و الترحال خارج إيطاليا‪ .‬فقرر‬
‫الشاه عباس بترحاب‪ ،‬ومكث معه فترة‬            ‫أن يسافر إلى المشرق حيث السحر‬
‫في بلاطه‪ .‬ورحل معه إلى مدينة أربيل؛‬         ‫والجمال‪ ،‬وعالم الخيال‪ ،‬والأساطير‪،‬‬
‫حيث شارك في الحرب ضد الأتراك‬                ‫كما كان يعتقد معظم الأوروبيين حينها‪.‬‬
‫هناك‪ .‬مادحاً نفسه بأنه كان « محارباً‬        ‫بدأ رحلته من مدينة البندقية الساحرة‬
‫لا يخاف من رؤية الدم‪ ،‬ولا سماع صوت‬          ‫في الجنوب الإيطالي متجهاً إلى‬
‫إطلاق النار»‪ .‬ثم عاد إلى أصفهان‪،‬‬            ‫اسطنبول بتركيا في ‪ 8‬يونيو ‪1614‬؛‬
‫وتركها في أكتوبر من العام ‪1621‬؛ وزار‬        ‫ومكث بها حتى سبتمبر من العام ‪1615‬؛‬

                                            ‫‪92‬‬
   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98