Page 95 - Dilmun 26
P. 95

‫مراجعات الكتب‬

‫(آشور) العراقية القديمة‪ .‬وقد أحضر‬                             ‫(ب ّيترو ڤالي)‪.‬‬
‫منها نماذج إلى روما ودعا علماء الآثار‬   ‫إلا أن (ب ّيترو ڤالي)‪ ،‬اضطر إلى ترك‬
‫لدراستها‪ ،‬وأدرك أن تلك النقوش تُقرأ‬     ‫روما‪ ،‬إثر سوء تفاهم حدث بين خادم‬
                                        ‫هندي يعمل عنده‪ ،‬وآخر يعمل ضمن‬
               ‫من اليسار إلى اليمين‪.‬‬    ‫خدم البابا (أُربان) ما أدى لمقتل خادم‬
‫صدرت كتب رحلات (ب ّيترو ديللا ڤالي)؛‬    ‫البابا‪ ،‬والارتحال إلى مدينة (بالينو)‬
‫في ثلاثة أجزاء ضمت جولته العريضة‬        ‫في غرب إيطاليا‪ ،‬إذ اعتزل الحياة في‬
‫في تركيا‪ ،‬وبلاد فارس‪ ،‬والهند‪ .‬ولكن‬      ‫قلعتها‪ ،‬ثم انتقل إلى نابولي أكبر ثالث‬
‫لم يُطبع سوى الجزء الأول في حياته‪،‬‬      ‫مدن إيطاليا‪ .‬حتى تدخل أحد وجهاء‬
‫أما الثاني والثالث؛ فقد نشرا بعد عدة‬    ‫روما لدى البابا بشأن عودة (ب ّيترو)‪،‬‬
‫سنوات من وفاته بيد أربعة من أبنائه من‬   ‫وفعلا استدعاه البابا وصفح عنه‪ .‬فبقي‬
‫زوجته الجورجية‪ .‬وكل كتبه التي تصف‬       ‫في روما التي عشقها؛ حتى نهاية حياته‬
‫سفراته في تركيا‪ ،‬وبلاد فارس‪ ،‬والهند؛‬    ‫في شهر أبريل من العام ‪1652‬م‪ ،‬إذ توفي‬
‫هي في الواقع تلك الرسائل المرسلة إلى‬    ‫عن عمر ناهز الـ ‪ 66‬عاماً تقريباً‪ .‬أما‬
                                        ‫أرملته الجورجية؛ فقد توفيت بعده‪،‬‬
    ‫صديقه (ماريو)‪ ،‬المُقيم في نابولي‪.‬‬
‫الجزء الثالث من كتابه؛ ضم ثماني‬                         ‫حوالي العام ‪1662‬م‪.‬‬
‫رسائل له‪ ،‬ركزت كلها على رحلاته في‬       ‫ما يُسجل للرحالة (ب ّيترو ڤالي)؛ هو‬
‫الهند‪ .‬وهي آخر محطات سفره‪ ،‬فهو‬          ‫أنه أول ر ّحالة يدخل الهرم الفرعوني‬
‫لم يمد رحلاته إلى أبعد من ذلك‪ .‬وقد‬      ‫الثاني للملك (خفرع) في مصر‪ ،‬وقد‬
‫تميزت كتبه الثلاث‪ ،‬بالأوصاف البيانية؛‬   ‫أرسل إلى أوروبا اثنتين من مومياء مصر‬
‫وبشروح ومعلومات عن الحياة في البلاد‬     ‫الفرعونية‪ ،‬مازالت محفوظة في ُمتحف‬
‫التي م ّر بها‪ ،‬وتفاصيل (إنثوجرافية)‬     ‫الآثار في مدينة (درسدن) في شرق‬
‫ساحرة‪ ،‬ولاسيما ما يخص منها‬              ‫ألمانيا‪ ،‬على نهر الألب‪ ،‬التي تعرضت‬
‫المعتقدات الدينية المشرقية‪ ،‬حيث تُع ّد‬  ‫لتدمير عنيف في الحرب العالمية‬
‫مصدراً مهماً لتأريخ لبعض مناطق‬          ‫الثانية من قبل طيران التحالف الغربي‬
‫جنوب الهند‪ ،‬وبلاد فارس‪ ،‬وبلاد العرب‪،‬‬    ‫الأمريكي عام ‪ .1945‬كما أنه أول من‬
‫وساحل ُعمان‪ .‬كما بها معلومات مهمة‬       ‫لفت الانتباه إلى النقوش الصخرية‬
‫جداً عن المستوطنات البرتغالية على‬       ‫والكتابات المسمارية في موقع حضارة‬
‫الساحل الهندي والمناطق المجاورة لها‪.‬‬

                                        ‫‪94‬‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100