Page 94 - Dilmun 26
P. 94

‫مراجعات الكتب‬

               ‫ثم براً إلى حلب‪ ،‬ومن هناك إلى قبرص‪،‬‬     ‫آثار (الأخمينيين) في «برسبولس»‪،‬‬
               ‫و مالطا‪ ،‬وسيسلي‪ ،‬وأخيراً إلى نابولي‪،‬‬    ‫ومدينة «شيراز»‪ ،‬ومنها زار الساحل‬
               ‫التي وصلها في فبراير من العام ‪1626‬م‪.‬‬    ‫الشرقي للخليج‪ ،‬وعند نهر «ميناب»‬
               ‫ويمم طريقه منها إلى روما محطته‬          ‫بقرب مضيق ُهرمز؛ كان شاهد عصر‬
               ‫الأخيرة‪ ،‬في مارس من العام نفسه‪ ،‬وهنا‬    ‫على حصار ُهرمز البرتغالية من ِقبل‬
                                                       ‫الحلف الإنجلو‪ -‬فارسي بين الشاه‬
                                     ‫انتهت رحلاته‪.‬‬     ‫وشركة الهند الشرقية الإنجليزية‪ ،‬الذي‬
               ‫ووفا ًء لزوجته؛ فقد حمل جثمانها معه‬     ‫أسفر عن سقوط ُهرمز نهائيا في أيدي‬
               ‫منذ وفاتها عام ‪ ،1622‬بعد أن قام‬
               ‫بتحنيطها جيداً في فارس ووضعها‬                      ‫هذا التحالف العام ‪.1622‬‬
               ‫في تابوت محكم؛ إلى حين عودته إلى‬        ‫ولسوء حظ (ب ّيترو ديللا ڤالي)؛ توفيت‬
               ‫العاصمة روما عام ‪ .1626‬حيث تم‬           ‫زوجته التي لم تتحمل مثل هذه الأسفار‬
                                                       ‫المرهقة في أجواء مناخية متقلبة؛ وهو‬
                     ‫دفنها في مدفن العائلة الخاص‪.‬‬      ‫في منطقة الخليج‪ ،‬في شهر ديسمبر‬
               ‫تم استقباله بشكل جيد من قبل البابا‬      ‫من العام ‪ .1622‬وقد وصف حالة وفاة‬
               ‫(أُربان الثامن)‪ ،‬ومن قبل أصدقائه‬        ‫زوجته في رسالته رقم ‪ 16‬لصديقه‬
               ‫في روما‪ .‬ولاحقا أصبح أمين الخزانة‬       ‫(ماريو)‪ .‬ثم عاد إلى مقاطعة «لار»‪ ،‬وفي‬
               ‫الفخري للبابا‪ .‬ثم تزوج للمرة الثانية‬    ‫يناير من العام ‪ ،1623‬إذ نزل في «بندر‬
               ‫بفتاة جورجية مسيحية‪ ،‬تُدعى (ماريا)‪،‬‬     ‫عباس» ومن هذا الميناء الذي حل مكان‬
               ‫كانت مرافقة وخادمة لزوجته في فارس‬       ‫ُهرمز مباشرة بعد سقوطها؛ غادر إلى‬
               ‫وعادت معه إلى روما أيضاً‪ .‬وقضى‬          ‫الهند‪ .‬وصل إلى ميناء «سورات» في‬
               ‫بقية حياته في روما متقاعداً ومستقبل ًا‬  ‫غرب الهند؛ في فبراير من العام ‪.1623‬‬
               ‫الأصدقاء‪ ،‬وإلقاء المحاضرات عليهم‬        ‫وزار هناك (كمبايا‪ ،‬وأحمد اباد‪ ،‬وشول‪،‬‬
               ‫عن رحلاته وعجائبها وغرائبها في‬          ‫وجوا‪ ،‬واكرا‪ ،‬وباركيلور‪ ،‬ومانجلور‪،‬‬
               ‫الشرق الساحر‪ ،‬وعرض ما جمعه خلال‬         ‫وكاليكوت)‪ .‬وكانت هذه آخر منطقة‬
               ‫رحلاته عليهم ضمن متحفه الصغير في‬        ‫زارها في رحلته إلى الهند‪ .‬بقي هناك‬
               ‫موقع سكنه‪ .‬كان (ب ّيترو ديللا ڤالي)‬     ‫في «جوا» حتى شهر نوفمبر من العام‬
               ‫يُجيد لغته الأصل‪ ،‬والعربية‪ ،‬والفارسية‪،‬‬  ‫نفسه‪ ،‬ثم غادرها إلى مسقط‪ .‬ومن‬
               ‫والتركية أيضاً‪ ،‬حتى قيل بأن لا رحالة‬    ‫هناك اتخذ طريقه بحراً إلى البصرة‪،‬‬
               ‫أوروبي عرف ووصف فارس كما فعل‬

               ‫‪93‬‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99