Page 41 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 41
41
بن عبد القادر الصالحي الحسني .ثم ولادة الأحفاد الذین سنبدأ من بعدهم بالمقارنات التاریخیة
والزمانیة والمكانیة مستشهدین بالوقائع وتسلسل الأحداث مع النصوص بعد اكتمال الصورة عن
الشریف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي الحسني .
فالجیل الأول من الأحفاد هم :علي المحجوب الكبیر وإخوته إبراهیم وحامد وعلي الصغیر
بنو الشریف العلامة الفقیه الشیخ إسماعیل فقیه أهل كمبي صالح بن الشریف العلامة الفقیه
یحیى الكامل المحجوب بن عبدالله بن الشریف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي ،وهم الذین
انتقلوا فیما بعد رفقة أبیهم الشریف إسماعیل المحجوب فقیه أهل كمبي صالح وشیخ علماء غانة
وأخویه محمد وأحمد وأبیهم العلامة الشریف یحیى الكامل المحجوب مع حجاج غانة من كمبي
صالح إلى ولاتة في طریقهم لأداء مناسك الحج فأقاموا بها مدة قصیرة ثم واصلوا طریقهم للحج
وبعد قضاء مناسكهم سلكوا طریق العودة فلما وصلوا إلى مدینة توات الجزائریة وذلك سنة
٦٧٥هجریة بلغهم ما وصلت إلیه الأحوال الأمنیة والسیاسیة في مملكة غانة من تدهور ،
وهم الذین لا زالت هجمات الصوصو على غانة وإسقاط حكومتها وسیطرتهم على معظم
أجزائها عالقة في أذهانهم ،وما تلا ذلك من حروب التحریر التي قام بها فرع بني هلال أبي
النعمان بن عبدالله الشریف خان بن هذیم بن مسلم أمراء "الماندینغ" بقیادة الشریف الأمیر أبي
علي الأسد "ماري جاطة" بن محمد بن أبي الأسود موسى بن دامال بن لاتال بن لاولو بن هلال
أبو النعمان المذكور والتي أفضت في نهایة المطاف إلى القضاء على الصوصو واسترجاع بني
صالح لملكهم وتأسیس مملكة مالي الصالحیة العلویة وانتقال السلطة المركزیة من كمبي صالح
التي كانت متبوعة إلى العاصمة الجدیدة نیاني على نهر النیجر وأصبحت تابعة .فلما بلغهم ما
بلغهم من تدهور أحوال مدینتهم كمبي صالح انقسم الحجاج إلى فریقین .فریق واصل سیره
حتى وصلوا إلى ولاتة تحت قیادة الشریف العلامة یحیى الكامل المحجوب ومعه ابنه محمد
فاختاروا البقاء فیها وكان ذلك سبب إعمارها وقیام نهضتها العلمیة والثقافیة والاقتصادیة.
وأما الفریق الثاني ففضل البقاء في مدینة توات ومن بینهم ابنا الشریف العلامة یحیى
الكامل المحجوب ،وهما أبو الحسن علي ج ّد عمر الباز وعمه الأكبر الشیخ إسماعیل المحجوب
فقیه أهل كمبي صالح ،وأبناؤه علي الكبیر وإبراهیم وحامد وعلي الصغیر فأقاموا في توات
بالجزائر من عام ٦٧٥هجري كما ورد في تواریخ مدینة توات واستقروا فیها ربع قرن ،فلما
كان مطلع القرن الثامن الهجري لم یطب المقام للشریف إسماعیل فقیه أهل كمبي صالح وبنیه
في توات فقرروا الهجرة إلى تونس فلما وصلوها تساما إلى مسامع أمیرها أبي یعقوب الناصر
لدین الله یوسف بن یعقوب بن عبدالحق بن محبو الحفصي والذي ملك المغرب كله إلا الثغور
النائیة وهو أول من هذب حكم بني مرین وأكسبه رونق الحضارة وكانت له صلات مع ملوك
المشرق وشرفاء مكة الذین بادلوه ،فلما علم بخبر العلامة الشریف إسماعیل وبنیه أرسل إلیهم
وأكرمهم وأنزلهم منزلة الأشراف والعلماء الذین یكاتبهم ویهادیهم في مكة ،وخیرهم في المكان
الذي یفضلون الإقامة فیه ،فاختار الشریف إسماعیل وابنیه علي الكبیر والصغیر قصور الساف
وأسس فیها الشریف إسماعیل زاویة ،ثم بعد ذلك ذهب علي الكبیر إلى مدینة زمور وأسس بها
زاویة .وأبناؤهم الیوم هم الشرفاء المحاجیب في تونس ،وأما إبراهیم المحجوب وحامد ابنا
الشریف العلامة إسماعیل المحجوب فقد فضلا الحج إلى بیت الله الحرام مرة ثانیة ،وبعد
عودتهما من الحج انتقلا إلى لیبیا فنزلا مدینتي مصراته وزلیطن وعقبهما الیوم هم الشرفاء