Page 45 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 45
4٥
فضل الله شهاب الدین أحمد بن یحیى العمري القرشي العدوي الدمشقي المتوفى عام (٧4٩
هجري ،الموافق 134٩م ) ،في الجزء الرابع والعشرین من كتابه مسالك الأبصار في
ممالك الأمصار ،ص ، 32 _31 :وصلاح الدین خلیل بن أیبك الصفدي المتوفى عام ٧٦4
هجري ،والملك المؤید عماد الدین إسماعیل بن الملك الأفضل نور الدین والمعروف بأبي الفداء
صاحب حماة ،المتوفى عام ٧32هجري ،الموافق 1332م في كتابه ( :تقویم البلدان ) ص :
.... ، 1٥٧ _ 1٥٦لولا أنه لم یطلع على ما كتبه هؤلاء وغیرهم لبقي على إنكاره لنسب
هؤلاء الشرفاء المشاهیر الطالبیین ،ولكن رغم اعترافه بنسبهم الشریف وشهرته لم یذكر اسم
ملك واحد من ملوكهم أحرى عن أسماء علمائهم وذراریهم وهو الذي التقى بمفتي كمبي صالح
الفقیه الشیخ عثمان فقیه أهل غانة وأكبرهم علما ودینا حسب وصفه ،إذ التقى به في القاهرة
وهو في طریقه إلى الحج .
فمن هو الفقیه عثمان هذا ؟ ما نسبه ؟ إذا كان هذا العالم الجلیل الذي اعترف له ابن خلدون
بالعلم وشهد له بأنه أكبر علماء غانة علما لم تحظ سیرته بالتدوین إلى درجة أن اسم أبیه
المباشر لم یذكر أحرى عن بقیة نسبه ،فما ظنكم بغیره ،وهذا دلیل صحة ما ذهبنا إلیه من أن
النزر الیسیر منها :أي الروایات المتناقلة عن غانة وملوكها فقط ،یلاقي مؤرخا یكتبه ویدونه.
أما أهل غانة من بني صالح أنفسهم فقد تأثروا بمنهج رعیتهم من البربر والسودان والذین
یعتمدون في حفظ تاریخهم وتراثهم على الذاكرة الحیة وتناقل الروایة الشفویة ،مع تدوین
سلاسل الأنساب على الصخور التي تنصب عند رؤوس المقابر ،و بعض المعلومات الإداریة
والمالیة في سجلات العائلة المالكة والتي عبثت بها أیدي الغزاة ولم یصل إلینا منها شيء یذكر ،
فدار الزمان وانتهى ملك بني صالح وطمرت الرمال عاصمتهم كمبي صالح ،ودفن معها ومع
سكانها تاریخ مملكة غانة عامة وحكامها بني صالح خاصة .
فكان حفید هلال الذي استفاض الشریف الإدریسي في وصفه ،وهو الشریف الإمام
عبدالقادر بن موسى بن هلال الصالحي شمس ،ولكن عیبه أن مطلعه الغرب ،أو بالأحرى هو
شمس طلعت من مغربها على غیر العادة فانشغل الكل عنها عبثا بتدارك ما فاته من العبادة
ونسوا أو تناسوا ظاهرتها الفلكیة وما دروا :أن مالم یكونوا قد دونوه ووثقوه من تاریخهم في
زمن استقرارهم ورخائهم لم یعد بإمكانهم توثیقه في حروبهم وحلهم وترحالهم ،ولكن العنایة
الإلهیة حفظت اسم وتاریخ الشریف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي بحفظ نسله وعقبه.
فذكرت كتب الأنساب والتاریخ حفیدیه الشیخ الفقیه الحاج إسماعیل وأبیه الشریف الفقیه
یحیى الكامل ،وحفظ بنو الشریف إسماعیل في تونس ولیبیا اسمه في تراثهم وإن نسوا أسماء
آبائه إلى جده ( :محمد بن صالح ) فخمنوا له عمود نسب إلى الأدارسة لا یستقیم ،وأما أحفاده
بنو الشریف الفقیه عثمان بن محمد بن الشریف یحیى الكامل في (ولاتة) فاكتفوا بأنه شریف من
ذریة علي بن أبي طالب وأنه من شرفاء بغداد ومعاصر للشیخ عبدالقادر الجیلاني وأن بینهما
قرابة نسب وأنه وصل مدینة (ولاتة) قادما من العراق ،وأما أحفاده بنو الشریف سیدي ببكر
شرفاء الأقلال فذهبوا في نسبه مذاهب نلخصها في مذهبین :
مذهب المتقدمین و جمهور المتأخرین منهم :هو أنه هو الشیخ عبدالقادر الجیلاني نفسه
ولیس سمیه ولا شبیهه ،وأن الشریف سیدي ببكر من ذریة ابنه عبد المؤمن بن الشیخ عبدالقادر