Page 113 - بورتويفليو نظريات المنهج (وضحى العتيبي )
P. 113
تثير كلمة نظرية لدى البعض التفكير والتصورات والخوف من المقصود بمعنى كلمة نظرية،
وهذا أمر له ما يبرره بسبب أن كثيراً من النظريات صعب فهمه (وخاصة النظريات
الاجتماعية) ،وتحتاج إلى جهد مضن حتى من المتخصصين للوصول إلى فهم متواضع.
وقد شرع المربون في العقود الأخيرة إلى استخدام مصطلح نظرية للدلالة على ذلك الجامد
الذي يرشد ويوجه الممارسات العملية ،وبدأ استخدام هذا المصطلح يشيع في الولايات المتحدة
الأمريكية في الخمسينيات من هذا القرن ،ومع أن بعض التربويين يعتبرون هذا المصطلح غامضاً
ومفتقراً إلى التحديد ،إلا أن ذلك لم يحل دون استخدامه وشيوعه.
تعريف الفلسفة:
يذكر أحمد أمين في كتابه "قصة الفلسفة اليونانية" أنه من الصعوبة تحديد معنى واضح
للفلسفة ،فتعريفها في مهد نشأتها يختلف عن الفلسفة الحديثة بل يختلف من مذهب فلسفي
لآخر .ويعلق البروفيسور زكي نجيب على هذا بقوله ":إن من أفدح الكوارث التي يشقى بها
المشتغلون بالفلسفة أنها لا تستقر لنفسها على معنى واحد".
يعرفها سعيد إسماعيل (2003م) في كتابه فلسفات تربوية معاصرة بأنها" :جهد ذهني موجه
لمناشط البشرية ،محللاً إياها بحثاً عن المفاهيم الأساسية التي تكمن وراءها ،وإخضاعها للفحص
والتحليل".
تعريف النظرية:
يختلف مفهوم النظرية من مجال إلى مجال آخر ،فمعناها في العلوم الطبيعية غير معناها في
العلوم السلوكية ،وذلك لاختلاف طبيعة موضوعها؛ إذ إن موضوع الأولى العلم الطبيعي الذي
يدرس الأحداث والظواهر الطبيعية والتي تكون قوانينها ثابتة ،بينما الثانية موضوعها تحليل
وتفسير السلوك الإنساني ،والتنبؤ بسلوكياته المتوقعة ،والتي في الغالب لا تحكمها قوانين ثابتة.
فالمفهوم العلمي للنظرية بشكل عام فهو كما نقل بوشامب (1987م) تعريف كيرلنجر إلى
أنها "مجموعة من المفاهيم والتعريفات والافتراضات المترابطة التي تقدم نظرة نظامية إلى الظواهر،
يتم فيها تحديد المتغيرات التي تؤثر في كل منها ،والعلاقات بين هذه المتغيرات بهدف وصف
الظواهر وشرحها والتنبؤ بها ".
113