Page 82 - ثقافة قانونية العدد الخامس للنشر الإلكتروني
P. 82
الالقأضدائبي
تحركوا صوب محيط الكنيسة ،وتربصوا َغد ًرا فى َغفلٍة من مرتاديها ،يبحثون واستكمل رئيس المحكمة« :جماعةٌ ملعونةٌ أطلقت على نفسها اسم تنظيم الدولة
عن المكان المناسب ليضع فيه عمر محمد (المتوفى) العبوة وسط تجمعهم؛ ليتولى الإسلامية فى العراق والشام «داعش» ،تب َّنت أفكار متطرفة ومغلوطة ،من بينها
تكفير كل ما يخالف أفكارهم فى المنهج أو العقيدة ،واستباحة دمه ،وتكفير العوام
المتهم الثانى تفجيرها عن بعد باستخدام جهاز التحكُّم ،قاصدين من ذلك قتل من الناس إذا لم ينضموا إليهم ،ويشاركونهم فى ارتكاب العمليات الإرهابية،
أكبر عدٍد من المسيحيين ،ووضع عمر محمد (المتوفى) العبوة فى مكا ٍن مزدحم فض ًل عن تكفيرهم لأفراد القوات المسلحة والشرطة فى الدول الإسلامية
والعربية ،ووصفهم بالطواغيت وأعوان الطواغيت؛ بزعم عدم تطبيق الشريعة
بالمسيحيين وانصرف ،وضغط المتهم الثانى يحيى كمال دسوقى على زر التحكُّم الإسلامية من منظورهم ،بما يرتب وجوب محاربتهم ،والخروج عليهم بالقوة
والسلاح ،واستهدافهم وكافة منشآتهم ،فض ًل عن استباحة دماء المسيحيين
لتفجيرها ،وقتل مرتادى الكنيسة من المسيحيين المارين بالمكان ،إلا أن إرادة
الله أبت أن ُيقتل أبرياء ،فأصاب العبوة عط ًل حال بينهم وبين إتمام ُجر ِمهم». واستهداف كنائسهم».
واستكمل رئيس المحكمة :فلم يهدأ بالهم أو يستكين؛ فالقت ُل والتخري ُب سلوكا ِن وأشار رئيس المحكمة إلى أن المتهم محمد أحمد عبدالمؤمن المتهم الأول ،اعتنق
َيج ِريا ِن فى ِدمائهم َمجرى الشيطا ِن من اب ِن آدم ،واتفقوا على إعادة محاولتهم هذه الأفكار ور َّوج لها عبر صفحته على موقعي« :الفيس بوك والتليجرام»،
فى العام التالي ،وفى ذات المناسبة الدينية للأقباط ،بعد أن تو َّصل المتهم الثانى ووصل عدد متابعيه على الصفحتين إلى 10آلاف متاب ًعا ،وقد لاقى ترويجه لهذه
يحيى كمال دسوقى إلى سبب عدم انفجار العبوة ،واشترى سترة فوسفورية اللون الأفكار قبوًل بين أوساط مخالطيه ،فأسس عام 2015خلية إرهابية تعتنق ذات
الأفكار؛ بغرض محاربة الحاكم فى مصر ،وأعوانه من قوات الجيش والشرطة،
وخوذة ،كالزى الذى يرتديه عمال شركات البترول المجاورة للكنيسة؛ ليرتديهما ومهاجمة مؤسسات الدولة ،وقتل المسيحيين ،وصوًل لإسقاط نظام الحكم فى
مصر ،وانضم لجماعته :يحيى كمال ،وعبدالرحمن كمال ،وعمر محمد «متوفى»،
عمر محمد (المتوفى) للتمويه والتخفي». وانخرطوا فى أنشطتهم وفق تنظيم وترتيب ،وهم يعلمون بأغراضها الإرهابية.
وتابع المتهمان الثانى والثالث تدريبات على استخدام الأسلحة على يد عمر
وجاء فى الكلمة« :فى صباح يوم 2018/8/11تح َّرك المتهمان محمد أحمد محمد ،وو َّفر المتهم الأول مسكنه بمنطقة الزاوية؛ ليكون مق ًّرا للقائه بأعضاء
عبدالمؤمن (الأول) ،ويحيى كمال دسوقى (الثاني) ،وعمر محمد (المتوفى) ،صوب الجماعة؛ لتدارس أفكار التنظيم ،وتحديد العمليات العدائية المستهدف تنفيذها،
ودور كل متهم ،وو َّفـر المتهم الثانى يحيى كمال مسكنه ليكون مق ًّرا لتجهيز
محيط الكنيسة مستقلين سيارة الأول ودراجة الثانى النارية ،ووضع عمر محمد وتصنيع المواد المفرقعة ،وإخفاء الأسلحة النارية ،وكلَّف المتهم الأول الثانى بتصنيع
(المتوفى) العبوة داخل حقيبة قماشية ،وأحكم وثاقها بربا ٍط حول خصره ،وارتدى عبوات متفجرة؛ لسهولة استخدامها فى العمليات الإرهابية ،ورصد المتهمان
الأول والثانى بعض الكمائن الأمنية ،وعدة كنائس بمناطق :السواح ،وكورنيش
السترة والخوذة ،وحمل المتهم الأول سلا ًحا نار ًّيا (مسدس) للتأمين ،بينما حمل النيل ،والزيتون ،وعين شمس؛ بقصد استهدافها والمتواجدون بمحيطها بعبوات
المتهم الثانى جهاز التحكُّم عن بعد ،وفجأة انفجرت العبوة بجسد حاملها ،ولقى مفرقعة ،إلا أنهم تراجعوا عن التنفيذ لشدة التأمين الواقع عليها ،وفى غضون
شهر أغسطس من عام 2017خلال عمليات الرصد ،وقف المتهم الثانى يحيى
حتفه فى الحال قبل أن يضعها حاملها فى المكان المتفق عليه ،فمات وحده». كمال على أن المسيحيين يتواجدون بكثافة بمحيط كنيسة السيدة العذراء مريم،
وراء تل َك الأعما ِل البشع ِة الغواأدرشِةا؛رنرقئويلسفالىم وحكج ِمهةُ:ك ِّل«إوَّنا أُحوٍلدئمَكنهالمَّنفبلُراا ََّلتلِذيجلَن ٍجكاونلواا منطقة مسطرد ،للاحتفال بمولدها خلال شهر أغسطس من كل عا ٍم ،وعرض
مواربٍةِ ،إ َّنك َم يا غدر أبع ُد الأمر على قائد الخلية ،فأمر بأن تكون الكنيسة هد ًفا للعملية الإرهابية ،واتفقوا
ُلترموااْظُّبلَقت ُمافكلووَنع ُنَْانفلوم ٌنيفسَنى،ع َشايْْنيلوئًٍقمتااعئاَوُِعلإلينظِمفي ٍَكاىمالإَنكُمتسفاِمبْلزثٍِاهَعقِماالََمملالبهييََّحسنٍَّبٍ:بمة أ(ح ِِّمَومة َن،ا ْن َموَضإَخُمع ْنْراحَد َْلٍكَلَتوما َأَِِّةزَستيْياَنحَنلُاتعاِمبْلد َِهبقِلاه ْاساَول َكإزَطَلفوهِلًرىيَاي ِةِْوبَ،وِنمباااه ْللت َحاَِقحاًنَايااكِ.س َُِممب ِةويإَفنَّن َفي) َك.هل.ام على زرع العبوة المتفجرة التى صنعها المتهم الثانى فى محيط الكنيسة؛ لقتل
صدق الله العظيم». أكبر عدٍد من المسيحيين المتواجدين داخل الكنيسة وحولها للاحتفال ،وراقبوا
موقع الكنيسة سبع مرات قبل التنفيذ ،وأصروا على التنفيذ غير عابئين بأروا ٍح
وفى نهاية الكلمة قال المستشار محمد شيرين فهمى« :إن المحكمة قامت قد ُتصد ،وبأطفا ٍل قد َت َت َيتم ،ونساٍء قد َت َترمل – (كانوا لا َي َت َنا َهون عن ُمنك ٍر
بدورها فى البحث عن الحقيقة؛ فنظرت الدعوى فى جلسات متعاقبة دون فعلوه َل ِبئ َس ما كانوا يفعلون).
وجاء فى الكلمة« :وفى اليوم المحدد للتنفيذ يوم 24أغسطس ،2017أع َّد
التق ُّيد بأدوار الانعقاد ،واستمعت لمن رأت لزو ًما لسماعه من شهود الإثبات، المتهمون العبوة المفرقعة ،وجهاز التحكُّم عن بعد ،وتح َّرك المتهم الأول محمد
ووجدت فى شهادتهم إحقا ًقا للحق ،وإنارة للطريق أمام المحكمة؛ لتنطق بالقول أحمد عبدالمؤمن بسيارته ،ومعه المتهم الثالث عبدالرحمن كمال دسوقي ،وتح َّرك
الفصل فيها ،واستمعت إلى هيئة الدفاع ،وأتاحت لهم كل الفرص الممكنة لتقديم المتهم الثانى يحيى كمال دسوقى بدراجته النارية ،ومعه عمر محمد (المتوفى)،
دفا ِعهم شفاه ًه وكتاب ًة؛ ليطمئن وجدا ُنها من أنها أعطت كل ذى ح ٍّق ح َقه ،حققت يناير 822025
المحكمة كل قواعد المحاكمة العادلة المنصفة ،وتحققت فيها كافة ضمانات الحقوق
والحريات فى إطار الشرعية الإجرائية ،التى تعتمد على أن الأصل فى المتهم
البراءة ،ودون إخلا ٍل أو التفــا ٍت عن ح ٍّق لأحــ ٍد ،وعكفـــت على دراسة جميع
أوراق الدعوى دون كل ٍل أو مل ٍل ،وصوًل للحقيقة ..ولقد استقر فى يقين المحكمة
نطاق فى الواقعة أن أثبوو ًتعاواكارفيًياقي ًلنإاداثنا ِتب ًتهام»ق.و ًّيا عن جز ٍم ويقي ٍن ،لا يخالجه شك
ما استخلصته ثابتة قبل المتهمي َن