Page 67 - ثقافة قانونية العدد الخامس للنشر الإلكتروني
P. 67

‫وتودع الثالثة مكتب التأمينات الاجتماعية المختص»‪ .‬وقد وضعت هذه المادة –كما‬     ‫يحكم العقود التى تبرمها جهات الدولة كالوزارات والمحافظات والهيئات‬
       ‫هو واضح من عبارة النص‪ -‬التزاما قانونيا على عاتق كل أصحاب الأعمال‬              ‫العامة وسائر الأشخاص الاعتبارية العامة فى الدولة قانون تنظيم التعاقدات‬
       ‫فى مصر بأن يحرروا عقود العمل مع العمال والموظفين لديهم باللغة العربية‪.‬‬        ‫التى تبرمها الجهات العامة رقم ‪ 182‬لسنة ‪ 2018‬ولائحته التنفيذية الصادرة‬
                                                                                     ‫بقرار وزير المالية رقم ‪ 692‬لسنة ‪ ،2019‬وقد نصت المادة (‪ )7‬من هذه اللائحة‬
                                                ‫‪-7‬فى مجال حماية المستهلك‬
       ‫نصت المادة (‪ )5‬من قانون حماية المستهلك الصادر بالقانون رقم ‪ 181‬لسنة‬                                                                     ‫على ما يلي‪:‬‬
       ‫‪ 2018‬على أن‪« :‬يلتزم المورد بأن تكون جميع الإعلانات والبيانات والمعلومات‬       ‫«اللغة العربية هى اللغة المعتمدة فى كراسة الشروط والمواصفات والعقود وجميع‬
       ‫والمستندات والفواتير والإيصالات والعقود بما فى ذلك المحررات والمستندات‬        ‫المحاضر والمراسلات وغيرها من المستندات ذات الصلة بموضوع الطرح والتعاقد‪.‬‬
       ‫الإلكترونية وغير ذلك مما يصدر عنه فى تعامله مع المستهلك‪ ،‬مدونا باللغة‬         ‫وفى العمليات التى يتعذر فيها وضع المواصفات الفنية باللغة العربية بمستندات‬
                                                                                     ‫الطرح يجوز أن تكون المواصفات الفنية بلغة أخرى‪ ،‬بناء على رأى اللجنة الفنية‬
                                            ‫العربية وبخط واضح تسهل قراءته‪.‬‬           ‫المختصة بوضعها فى تقريرها متضمنا الأسباب التى أدت إلى ذلك‪ ،‬وأن تقدم‬
       ‫كما يلتزم بأن يضع عليها البيانات التى من شأنها تحديد شخصيته‪ ،‬وعلى‬
       ‫الأخص عنوانه وطرق الاتصال به‪ ،‬وبيانات قيده فى السجل الخاص بنشاطه‪،‬‬                                      ‫المواصفات الفنية بالعطاءات بذات اللغة الأخرى‪.‬‬
                                                                                     ‫وفى حالة طرح عمليات بالخارج تكون مستندات الطرح بلغة أخرى أو أكثر‬
                                                  ‫وعلامته التجارية إن وجدت‪.‬‬          ‫مع ترجمتها إلى العربية مع ذكر أن النص العربى هو المعول عليه فى حالة‬
       ‫ويجوز أن تكون تلك البيانات مدونة بلغتين أو أكثر على أن تكون إحداها‬
                                                                                                                          ‫الخلاف أو الالتباس فى مضمونها»‪.‬‬
                                                               ‫باللغة العربية»‪.‬‬                                                   ‫‪-6‬فى مجال عقود العمل‬

                             ‫ثالثا‪ :‬تقييم وضع اللغة العربية فى القانون المصرى‬        ‫ينظم عقود العمل القانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬وقد نصت الفقرة الأولى من‬
       ‫أحسن المشرع الدستورى صن ًعا حين أولى اللغة العربية مزيدا من الاهتمام فى‬       ‫المادة (‪ )32‬منه على أن‪« :‬يلتزم صاحب العمل بتحرير عقد العمل كتابة باللغة‬
       ‫الدستور الحالى والدستور السابق عليه‪ ،‬وخطا خطوة إلى الأمام فى هذا المجال‬       ‫العربية من ثلاث نسخ‪ ،‬يحتفظ صاحب العمل بواحدة ويسلم نسخة للعامل‬
       ‫الهام‪ ،‬على النحو سالف الذكر‪ ،‬ولكن الأمر يقتضى –فى تقديرنا‪-‬خطوة أخرى‬
       ‫لا تقل أهمية عن سابقتها‪ ،‬وهى أن يتضمن الدستور نصا مستقلا يليق بمكانة‬
       ‫مجمع اللغة العربية ويتناسب مع أهميته‪ ،‬فمجمع اللغة العربية الذى أنشيء‬
       ‫عام ‪ 1932‬فى عهد الملك فؤاد الأول‪ ،‬وقارب عمره على المائة عام‪ ،‬وتعاقب على‬
       ‫رئاسته رموز الأمة العربية‪ ،‬كعميد الأدب العربى د‪.‬طه حسين‪ ،‬وأحمد لطفى‬
       ‫السيد رائد حركة النهضة والتنوير وغيرهم ـــــ هذا المجمع العلمى ليس أقل شأنا‬
       ‫من المجالس القومية الحديثة نسبيا التى نص عليها الدستور فى المادة (‪)214‬‬
       ‫منه‪ ،‬وعددها بالاسم‪ ،‬مثل المجلس القومى لحقوق الإنسان‪ ،‬والمجلس القومى‬
       ‫للمرأة‪ ،‬والمجلس القومى للأمومة والطفولة‪ ،‬والمجلس القومى للأشخاص ذوى‬
       ‫الإعاقة‪ ،‬كذلك فهو ليس أقل شأنا من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة‬
       ‫الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام‪ ،‬التى أفرد لها الدستور نصوص‬

                                         ‫المواد ‪211‬و‪212‬و‪ 213‬منه على التوالي‪.‬‬
       ‫وأرى أن يكون موضع النص المقترح فى الفصل المعنون «المقومات الاجتماعية»‬
       ‫وتاليا لنص المادة (‪ )7‬الخاص بالأزهر الشريف‪ ،‬وأن يصاغ النص على النحو‬
       ‫التالي‪« :‬مجمع اللغة العربية هيئة علمية مستقلة ُتعنى بالحفاظ على اللغة‬
       ‫العربية وأصولها وتراثها وآدابها‪ ،‬وتعمل على تطوير ألفاظها ومفرداتها وأساليبها‬
       ‫لتستوعب كافة المبتكرات والمخترعات والمصطلحات العلمية الحديثة‪ ،‬ويحدد‬

                                                 ‫القانون اختصاصاته الأخرى»‪.‬‬
       ‫يعمل مجمع اللغة العربية على إصدار توجيهات لغوية إلى كافة جهات الدولة‬
       ‫ووسائل الإعلام المختلفة تتضمن تصويب ما قد يقع من أخطاء لغوية فى نطاق‬

                         ‫عمل تلك الجهات‪ ،‬وتلتزم هذه الجهات بتوجيهات المجمع‪.‬‬
       ‫هذا بالنسبة للتشريع الأساسى (الدستور) أما عن التشريع العادى فسأركز‬
       ‫على مجال التقاضى أمام المحاكم‪ ،‬وفى تقديرى إن النص الوارد بقانون السلطة‬
       ‫القضائية الذى يقرر أن‪« :‬لغة المحاكم هى اللغة العربية» غير كاف وحده‪ ،‬فالأمر‬
       ‫يتطلب ن ًصا آخر أكثر وضو ًحا وتفصيلا‪ ،‬فى قانونين آخرين على الأقل هما‬
       ‫قانون المرافعات وقانون الإجراءات الجنائية‪ :‬واقترح أن يتضمن قانون المرافعات‬

                                                 ‫المدنية والتجارية النص التالي‪:‬‬
       ‫« ُترر صحف الدعاوى والطعون وتقارير الخبراء‪ ،‬وتجرى المرافعة‪ ،‬سواء‬

                         ‫شفهية أو كتابية‪ ،‬وتصدر الأحكام والأوامر باللغة العربية‪.‬‬
       ‫وإذا اقتضت طبيعة الدعوى أو ظروفها الاستعانة بدليل محرر بلغة أجنبية أو‬
       ‫سماع شهادة شاهد لا يجيد العربية وجب تقديم ترجمة عربية رسمية معتمدة‬

                                       ‫له أو الاستعانة بمترجم بحسب الأحوال»‪.‬‬
       ‫ومن شأن هذا النص المقترح إذا تم إقراره أن يغطى النقص الحاصل فى‬
       ‫قانونى المحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة لأن كلا القانونين يحيل فيما‬

                   ‫خلت منه نصوصه إلى أحكام قانون المرافعات المدنية والتجارية‪.‬‬
                      ‫واقترح أن يتضمن قانون الإجراءات الجنائية النص التالي‪:‬‬

       ‫« ُترر محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة العامة وتقارير الخبراء‪ ،‬وتجرى‬
           ‫المرافعة‪ ،‬سواء شفهية أو كتابية‪ ،‬وتصدر الأوامر والأحكام باللغة العربية‪.‬‬

       ‫وإذا اقتضت طبيعة الدعوى الجنائية أو ظروفها الاستعانة بدليل محرر بلغة‬
       ‫أجنبية أو سماع شهادة شاهد لا يجيد العربية وجب تقديم ترجمة عربية رسمية‬

                                ‫معتمدة له أو الاستعانة بمترجم بحسب الأحوال»‪.‬‬

‫‪67‬‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72