Page 92 - merit 50
P. 92

‫العـدد ‪50‬‬   ‫‪90‬‬

‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬

   ‫وجد عمه يمسك بريموت التليفزيون‪ ،‬يجلس في‬
‫المندرة مرتد ًيا الصديري والكلسون‪ ،‬شعر بالشبع‪،‬‬

      ‫وفي الغرفة أتاه زعيق سريرهما النحاسي‪»..‬‬
                                        ‫ص‪.62‬‬

      ‫هذه القطعة تصور لنا واقع المجتمع المصري‬
    ‫المحكوم بعادات وتقاليد‪ ،‬فراحت القاصة أميرة‬
     ‫بدوي تنسج خيو ًطا سردية عن طريق تبنيها‬
‫لطريقة العيش غير المنتظم داخل منظومة مجتمعية‬
‫تقدس الأسطورة والعالم العجائبي‪ ،‬فاستطاعت أن‬
  ‫تشخص المجتمع المصري بطرق سردية مختلفة‪.‬‬

       ‫إن الإسقاط العام الذي تثيره هذه المجموعة‬
  ‫القصصية هي تصوير العالم الذي يحيط بالعقلية‬
  ‫العربية‪ ،‬فيجعلها لا تدرك حقيقة الأشياء إلا وراء‬
  ‫كل ما هو غير طبيعي‪ ،‬ذلك لأن الأشياء الطبيعية‬

      ‫مشكوك في أمرها فهي عرضة للكذب‪ ،‬وعدم‬
      ‫التصديق‪ ،‬في حين أن كل ما هو غريب وغير‬
‫واقعي جدير بالانتباه ولفت النظر‪ ،‬ربما هنا تحاول‬
     ‫القاصة أن تقول شيئًا‪ ،‬لكنها عاجزة عن ذلك‪،‬‬
‫فجعلت من المجموعة القصصية لسانها الثاني الذي‬
     ‫يقول كل شيء لكنه عاجز عن أخذ أي شيء‪.‬‬

‫محراب الصلاة وغرف الحكايات‬

 ‫المحراب مثل الكتاب‪ ،‬هو غرفة مفتوحة على العالم‬
                             ‫من إحدى الجهات‪.‬‬

‫لا ندري تحقي ًقا هل هو غرفة مفتوحة غلقت لأجل‬
 ‫الصلاة‪ ،‬أم غرفة مغلقة فتحت لأجل ولوج المعنى‪.‬‬
 ‫من الجهة المقابلة‪ ،‬سوف نجد بأن الغرف عادة ما‬
‫تكون حمالة أوجه‪ ،‬أو حتى تكون شيئًا مثل تذاكر‬
 ‫لدخول بيوت منعزلة‪ ،‬فهذه الغرف المختلفة داخل‬
‫ست زوايا للصلاة سوف تسيِّر فكرة السرد يقينًا‪.‬‬
‫كيف ذلك؟ من زاوية أن كل غرفة تحمل في داخلها‬
‫حكايات مختلفة تريد من خلالها أن تجمع عد ًدا لا‬
  ‫منتهيًا من القراء على شاكلة شهرزاد في موائدها‬

                                      ‫المختلفة‪.‬‬
   ‫الغرف المحيطة بهذه المجموعة القصصية تحمل‬
‫العديد من الحكايات لكنها بصيغ مختلفة جوهرها‬
 ‫الأساسي هو السرد غير المنتظم‪ ،‬ذلك لأن طريقة‬

       ‫الحكي هي البوابة نحو بناء سردي محكم‪.‬‬
   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97