Page 96 - merit 50
P. 96

‫العـدد ‪50‬‬   ‫‪94‬‬

                                                      ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬

 ‫الكبير في تحويله إلى علامة أدبية هامة وهامة ج ًّدا‬       ‫عشر يفعلان؛ مع الإيمان بالخرافة الذي يسكن‬
‫تفسدنا اليوم في البت في مسألة شديدة الحرج‪ :‬هل‬           ‫قلوب الناس القدامى وقلوب قليلي الحظ من العلم‬
‫نصور الخرافات الشعبية داعمين ما فيها من ظلام؟‬
                                                                                             ‫والمنطق؟‬
   ‫ام نقف على مسافة نقدية تهكمية مرتابة منها؟)‪.‬‬             ‫ستفعل قاصتنا المبدعة في كتابها هذا ما فعله‬
   ‫سيكون بيان الأمر فيما فعلته القاصة البديعة في‬        ‫غابرييل غارسيا ماركيز حينما ابتكر مصلى كبي ًرا‬
 ‫مجموعتها الجميلة المغرية بالاتهام دفعة واحدة ثم‬          ‫اسمه ماكوندو؛ فقد غلب الفن على العلم‪ ،‬ورمى‬
‫طو ًرا بعد طور‪ :‬وضع كل هذه الحياة المتشابكة بكل‬       ‫بكل ما يعتمل في قلوب العجائز من تخاريف‪ ،‬ولكنه‬
 ‫تعقيدها داخل بيت سردي تخييلي‪ .‬التصوير يقول‬              ‫أحاطها بهالة فنية تجعلنا نسير على الجمر دون‬
   ‫الحقيقة والتخييل ينبه إلى أن الواقع غير الحقيقة‬    ‫احتراق‪ ،‬ندرك الشرارة دون أن تكون نهاية الإدراك‬
  ‫وأن الحقيقة هي حقيقة أدبية فقط‪ .‬وأن كل تشابه‬
  ‫بين السرد والواقع هو من باب التخييل فقط‪ .‬وما‬                                  ‫هي نهايتنا بالضرورة‪.‬‬
                                                       ‫وحده الأدب يستطيع أن يشعرك بما في الجمر من‬
                               ‫أدراك ما التخييل!‬
 ‫وهذا دعاء ثا ٍن مستجاب تما ًما في زاوية هامة ج ًّدا‬                                            ‫أوار‪.‬‬
  ‫من زوايا الصلاة الست‪ ،‬زاوية تتسع حتى تشمل‬                ‫كذلك فعل الشعراء القدامى الذين أخذتهم فتنة‬
                                                       ‫الحلم بزيارة جهنم‪ .‬المكان الآخر الذي يقف شر ًطا‬
    ‫الأيام الستة‪ ،‬التفكير والتأمل لتمام خلق الكون‬          ‫لفهم جوهر الجنة‪ .‬لا مفهوم واض ًحا يمكن أن‬
                                       ‫السردي‪.‬‬        ‫نستخرجه من الجنة دون العبور بجهنم‪ ،‬ولهذا تنبه‬
                                                       ‫القدامى إلى ابتكار نهر ستيكس (ولفيرجيل الفضل‬
                                    ‫آمنا بالسرد‬

     ‫‪.18 :2010‬‬         ‫‪ -7‬جماليات المكان‪ ،‬غاستون‬                                  ‫الهوامش‪:‬‬
 ‫‪ -14‬م‪.‬ن‪.20 :‬‬      ‫باشلار‪ ،‬ت‪.‬غالب هلسا‪ ،‬المؤسسة‬
  ‫‪ -15‬م‪.‬ن‪.19 :‬‬                                                         ‫‪ -1‬سطوة المكان وشعرية القص‬
  ‫‪ -16‬م‪.‬ن‪.21 :‬‬          ‫الجامعية للدراسات والنشر‬                     ‫في رواية ذاكرة الجسد‪ ،‬دراسة في‬
                  ‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪.7 :1984 ،‬‬                       ‫تقنيات السرد‪ ،‬الأخضر السايح‪،‬‬
   ‫‪ -17‬م‪.‬ن‪.9 :‬‬  ‫‪ -8‬البناء الفني في الرواية العربية في‬                 ‫عالم الكتب الحديثة‪ ،‬الأردن‪ ،‬ط‪،1‬‬
   ‫‪ -18‬م‪.‬ن‪.9 :‬‬   ‫العراق (بناء السرد)‪ ،‬شجاع مسلم‬
   ‫‪ -19‬م‪.‬ن‪.9 :‬‬  ‫العاني‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪،‬‬                                        ‫‪.3 :2011‬‬
 ‫‪ -20‬م‪.‬ن‪.12 :‬‬                                                         ‫‪ -2‬مدخل جديد في الفلسفة‪ ،‬عبد‬
 ‫‪ -21‬م‪.‬ن‪.22 :‬‬             ‫بغداد‪ ،‬د‪.‬ط‪.343 :1994 ،‬‬                   ‫الرحمن بدوي‪ ،‬الكويت‪.196 :1975 ،‬‬
  ‫‪ -22‬م‪.‬ن‪.17 :‬‬        ‫‪ -9‬الفضاء الروائي عند جبرا‬                        ‫‪ -3‬حساسية النص القصصي‪،‬‬
  ‫‪ -23‬م‪.‬ن‪.11 :‬‬   ‫إبراهيم جبرا‪ ،‬إبراهيم جنداري‪ ،‬دار‬                     ‫قراءة في مجموعة «حياة سابقة»‬
‫‪ -24‬م‪.‬ن‪.156 :‬‬    ‫الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ -25‬م‪.‬ن‪.159 :‬‬                                                              ‫لعلي القاسمي‪ ،‬فيصل غازي‬
 ‫‪ -26‬م‪.‬ن‪.161 :‬‬                       ‫‪.237 :2001‬‬                           ‫النعيمي‪ ،‬الدار العربية للعلوم‬
‫‪ -27‬م‪.‬ن‪.208 :‬‬       ‫‪ -10‬حساسية النص القصصي‪:‬‬
‫‪ -28‬م‪.‬ن‪.236 :‬‬                                                               ‫ناشرون‪ ،‬ط‪.76 :2012 ،1‬‬
  ‫‪ -29‬م‪.‬ن‪.13 :‬‬                                ‫‪.77‬‬                  ‫‪ -4‬حساسية النص القصصي‪.64 :‬‬
‫‪ -30‬م‪.‬ن‪.173 :‬‬       ‫‪ -11‬جماليات التشكيل الروائي‪،‬‬                   ‫‪ -5‬التحولات النفسية في الشخصية‬
 ‫‪ -31‬م‪.‬ن‪.163 :‬‬      ‫د‪.‬محمد صابر عبيدة‪ ،‬د‪.‬سوسن‬
‫‪ -32‬م‪.‬ن‪.209 :‬‬   ‫البياتي‪ ،‬دار الحوار للنشر‪ ،‬اللاذقية‪،‬‬                   ‫الروائية عند عبد الرحمن منيف‪،‬‬
‫‪ -33‬م‪.‬ن‪.214 :‬‬                                                       ‫د‪.‬إياد جوهر‪ ،‬دار المعتز‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ -34‬م‪.‬ن‪.214 :‬‬                    ‫ط‪.231 :2008 ،1‬‬
‫‪ -35‬م‪.‬ن‪.215 :‬‬      ‫‪ -12‬كتابة المكان بعيد عنه‪ ،‬خليل‬                                       ‫‪.176 :2016‬‬
                ‫النعيمي‪ ،‬مجلة الأقلام‪ ،‬ع ‪،1998 ،2‬‬                           ‫‪ -6‬الزمان في الفكر الديني‬
                                                                      ‫والفلسفي القديم‪ ،‬د‪.‬حسام الدين‬
                                             ‫‪.40‬‬                            ‫الألوسي‪ ،‬المؤسسة العربية‬
                 ‫‪ -13‬رواية بروكلين هايتس‪ ،‬ميرال‬                    ‫للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.49 :1‬‬
                 ‫الطحاوي‪ ،‬دار الآداب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101