Page 98 - merit 50
P. 98

‫العـدد ‪50‬‬                                                     ‫‪96‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬

                                      ‫عصام الزهيري‬

     ‫المعالجة الغيبية‬
 ‫التي واجه بها الرواة‬
‫العنف الديني‪ ‬للخوارج‬

‫الثلاثة العجيبة السائرة‪ -‬تختفي‬       ‫التاريخية يعطي في نفس الوقت‬       ‫“ذو الثدية”‪“ ..‬شيطان‬       ‫“المخدج”‬‫‪..‬‬
       ‫اختفاء يشبه التلاشي في‬             ‫تص ُّو ًرا للوتيرة القصصية‬
                                         ‫المتسلسلة التي انطلقت على‬     ‫الردهة”‪ ..‬شخصية‬
  ‫المدونات التاريخية الأقدم التي‬
 ‫تعود مروياتها إلى القرن الثاني‬    ‫أساسها تلك الشخصية الشيطانية‬        ‫واحدة مثلثة الألقاب‬
  ‫الهجري‪ .‬فلا أثر لها إطلا ًقا في‬       ‫الصامتة من حفريات روائية‬
  ‫المدونات ذات الأسبقية الزمنية‬         ‫بدائية أو مبدئية‪ ،‬ثم الطريقة‬   ‫تداول ذكرها في أخبار‬

     ‫ككتاب «الإمامة والسياسة»‬       ‫التي تأكد بها المكون الأسطوري‬      ‫الرواة والقصاصين‬
‫للإمام الفقيه المح ِّدث «أبي محمد‬         ‫والملمح الخيالي المتعلق بها‬
                                         ‫والمرتبط بالدور الذي لعبته‬    ‫في تاريخ صدر‬
    ‫عبد الله بن مسلم بن قتيبة»‬
   ‫(توفي سنة ‪270‬هـ)‪ ،‬ومدونة‬         ‫والوظيفة التي أدتها فوق خشبة‬       ‫الإسلام‪ ،‬وتناولوها‬
 ‫«الأخبار الطوال» لمؤلفه النحوي‬       ‫مسرح القص الغيبي للأحداث‪.‬‬
                                   ‫الشاهد المهم على ذلك أن شخصية‬       ‫بالتضخيم وبالتفنن‬
    ‫والعالم والراوية «أبو حنيفة‬
‫الدينوري» (توفي سنة ‪ 282‬هـ)‪.‬‬            ‫«المخدج» ‪-‬بأسمائه الواقعية‬     ‫في رسم تفاصيل‬
                                        ‫المختلفة المنسوبة له وبألقابه‬  ‫ملامحها ال ِخلقية المعيبة‬
  ‫لكن مصد ًرا تاريخيًّا آخر يعود‬
                                                                       ‫وإضفاء الهالات الغيبية والمعاني‬

                                                                       ‫الأسطورية لتلك التفاصيل‪.‬‬

                                                                       ‫غير أن تعقب ظهور الشخصية‬

                                                                       ‫وتراكم أخبارها في المدونات‬
   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103